Uncategorized

أولاد الحرام من هم حسب شرع الإسلام

#أولاد_الحرام من هم حسب شرع الإسلام . بقلم فضيلة الأستاذ الشيخ عبد الله خليل التميمي . بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله هادي الخلق إلى الرشاد و الصلاة و السلام على سيد الخلق و إمام العباد سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين و بعد :”أولاد الزنا” أو “أولاد الحرام” هذه الجملة يستعملها العامة كثيرا في الإشارة إلى صاحب الأفعال الخبيثة الشريرة المستعظمة في بشاعتها و مكر فاعلها ، فمن هم أولاد الحرام في اعتبار ملّة الإسلام المحمدية ؟.معلوم أن الله تعالى حرم على المؤمنين و المؤمنات فعل الزنا ، و هو أن يجامع الرجل المرأة بغير زواج أو ملك يمين ، و هذا التحريم مغلظ جدا و انتهاكه من أكبر الكبائر ، و لقد فرض الله على مرتكبيه من المتزوجين أقسى العقاب و هو الرجم حتى الموت قصاصا وفاقا.و عموما أولاد الحرام هم الذرية الناتجة هذا الجماع المحرم .لماذا حرم الله تعالى الزنا و أحل الزواج ؟.الجواب سهل و بسيط ، لأن انتشار الزنا سبب مؤدٍ حتما لفناء البشر و انقراض نوعهم من على وجه الأرض ، فانتشار الزنا يحجز معظم الرجال عن السماح لنطفهم بدخول أرحام النساء و التسبب في الحمل ، ذلك أن الرجل يرأف بذريته و يحب ولده كما تحب المرأة ولدها ، و إن جماعه للمرأة بدون أن يكون له سلطان عليها سيجعل ذريته ملكا حصريا للمرأة ، و سيجعل من شبه المستحيل على الرجل أن يتأكد من أبوته لحمل المرأة التي يزني بها ، فالتي تزني مع رجل يمكن أن تزني مع غيره ، و هذا سبب آخر يحجز الرجل العاقل عن بذر نطفته في رحم امرأة يزني بها ، و المطلع على أحوال البلاد التي ينتشر فيها الزنا دون الزواج يجد أن معظم الرجال تقريبا يستعملون أقصى احتياطات الحذر ليمنعوا اختلاط مائهم بماء النسوة اللاتي يزنين معهم ، و يجد أيضا أن معظم النساء يهربن من الحمل و الولادة لأن هذا يضع عليهن أعباء تربية و كفالة الأطفال لوحدهن دون رعاية و لا ضمانة مالية من آباء هؤلاء الأطفال ، إذ سيكون على المرأة عبء الإنفاق على نفسها و ولدها لوحدها ، بينما يسرح آباء الأطفال و يمرحون دون أعباء و لا مسؤوليات .و فوق هذا كله فإن الولد الناتج من الزنا سيكون شخصا مختل التوازن السلوكي و العقلي في الغالب لأنه سيكون نتاج تربية امرأة لعوب لا تهتم لأمر هذا الولد غالبا ، فهي مشغولة عنه دوما بجعل نفسها أجمل و أكثر جاذبية للرجال حتى تصطاد متعتها منهم كلما أرادت ، و هذا الأمر وحده كفيل بتضييع هذا الولد و تحويله لشخص معقد و كثير الإنحرافات و قليل الإنضباط و سيء السلوك ، فهو لم يحصل على النصيب اللازم له من التربية و الرعاية و العطف ، ذلك أن طفولة الإنسان طويلة جدا و يحتاج إلى أقصى الرعاية و العناية الأبوية في كل لحظة منها ، و هذا هو السبب الرئيسي لإنتشار الجريمة و الإنحرافات السلوكية الجارفة في الأمم التي تعتمد الزنا أساسا للعلاقة بين الرجال و النساء ، حتى صار علامة تميز هذه الأمم . فرض الله تعالى قوانين كثيفة و متماسكة غايتها حسم مادة جريمة الزنا ، فلقد سهل الله تعالى الزواج و جعله بأقل الكلفة و أمر بتسهيله و تيسيره و الإعانة عليه ، و جعل الله تعالى سن الزواج مبكرا يبدأ من لحظة بلوغ الرجل و المرأة سن الجماع ، و فرض الله على النساء الحجاب و جعل عليهن قوامة دائمة من الرجال ، و ذلك لشدة ميل النساء إلى الجماع و دون انضباط نفسي و عقلي ، على عكس الرجال القادرين عموما على السيطرة على ميلهم للجماع .ثم جعل الله تعالى قياد الزواج بيد الرجال حصرا ، فهم وحدهم من يملك حق الطلاق ، لأنهم لا يضحون بعائلاتهم بشكل عام من أجل نزوة أو شهوة جامحة ، إلا نادرا إذا ما قارناهم بالنساء اللواتي يتخلين غالبا عن روابط الأسرة لأتفه سبب و دون تفكير بالعواقب المترتبة على نفسها و ذويها و زوجها و ذريتها .و لقد فرض الله تعالى على عباده قوانين و أحكاما ثابتة تقيد الزواج انعقادا و انفكاكا ، و هذه الأحكام تحمي الزواج من أن يتحول إلى نقمة على الأزواج و الذراري .الجماع و الإنجاب مقيدان بالزواج و الزواج مقيد بقيود الشروط كالأهلية و غيرها ، و مقيد بالحقوق و الواجبات و التوازن بينها ، و كل هذا لمنع إنتاج ذرية غير محمية بحماية الأسرة السليمة ، الأسرة المتماسكة المنظمة التي تتحمل أعباء الذرية في فترة الطفولة ، و هي الفترة الأكثر حرجا و خطورة في حياة الإنسان ، هذه الحصون مهمتها حماية الأمة من خطر وجود أبناء الزنا أو “أولاد الحرام” ، أي الذراري الذين ولدوا من جماع خارج حدود الزواج .لماذا التصقت صفات المكر و الخبث و لؤم الطبع بأولئك الناس الذين ولدوا من جماع حصل خارج حدود الزواج ؟.الجواب بسيط ؛ هو أن هؤلاء الأطفال سيجدون أنفسهم في أسرة مبتورة ، ليس لها راع و لا معيل ، و سيكون عليهم أن يبذلوا جهودا أكبر من التي يبذلها المولودون في أسر كاملة حتى يحصلوا على ما يحتاجون إليه من ضروريات الحياة ، كالمأكل و الملبس و غيره ، و لأنهم فاقدون أصلا للقوة و القدرة في مجتمع لا يعترف بهم أعضاء كاملين من حيث الحقوق و الواجبات ، فإن الحيلة و الخديعة ستكونان الملجأ الأقرب لهؤلاء الناس ليحصلوا على احتياجاتهم ، و لأنهم فاقدون للعناية الأبوية و الإرشاد الخلقي و الديني الذين تقدمهما هذه العناية سيفقد معظم هؤلاء الناس الوازع و الرادع الخلقي و النفسي (الضمير) الذي يمنعهم من انتهاك حرمات الناس و خداعهم ، على عكس الذين ولدوا في بيئة أسرة سوية .هل أبناء الحرام كثيرون في الأمة اليوم ؟ الجواب :نعم قطعا و هذا واضح وضوح الشمس يراه كل عارف و عاقل ، و يعانيه السنّة في كل بلدانهم شقاء و فقدان أمن ، ذلك أن الإنتهاكات لقوانين الزواج التي يرتكبها الناس اليوم باتت أكثر من أن تحصى ، و هذه الإنتهاكات تبطل الزواج و شرعيته و تحول المعاشرة بين الرجل و المرأة إلى زنا و كبيرة من أعظم الكبائر ، سأذكر منها في هذه العجالة ما أمكن :1 – تأسيس الزواج الباطل : و هو الزواج من امرأة لا يجوز الزواج منها ، أو تزويج المرأة لرجل لا يجوز أن تتزوج منه ، و هذا كثير مُطبِق و العياذ بالله ، فالرجل الذي ينكر و يجحد معلوما من دين الإسلام بالضرورة يكون مرتدا عن دين محمد صلى الله عليه و سلم ، و لا ينعقد زواجه على أية امرأة فضلا عن أن ينعقد زواجه على امرأة مسلمة ، لأنه فاقد الأهلية تماما و لا يحق له أن يملك شيئا فكيف بعصمة امرأة مؤمنة !؟ و هؤلاء كثيرون جدا ، منهم الملاحدة و من يسمون أنفسهم متحررين و علمانيين ، و معظم هؤلاء في أيامنا هذه يزعمون أنهم مسلمون و لكنهم لا يقربون الإسلام إلا لعقد الزواج و مراسم الوفاة ، و تراهم يعيشون حياة البهائم لا يحلون حلالا و لا يحرمون حراما و لا يؤدون واجبا واحدا من واجبات الدين ، و لا يقرون بفرض من فرائضه ، ثم يطالبون بأن تكون لهم حقوق إسلامية تترتب على أمة الإسلام كثبوت الحرمات و عصمة النفس و المال و الحق في الزواج و التملك و الأمان و النصرة ، و هم لا يستحقون في الواقع شيئا من هذا في دين الله ، بل لقد أوجب الله تعالى سلبهم كل هذه الحرمات .هذا يسري أيضا على النساء اللواتي تنطبق عليهن صفات الملاحدة و المتحررين و العلمانيين آنفة الذكر ، بل أمرهن أشد و أفظع ، إذ خفي أمر الكثيرات من هؤلاء النسوة في هذه الأيام ، فإحداهن تصلي و تصوم و ترتدي ثياب الحشمة إلا أنها تجحد جميع أحكام الزواج في الإسلام ، فتنكر قوامة الرجال عليها ، و تجحد حقوق الأزواج على زوجاتهم ، و تدعي لنفسها حقوق مفتراة منحولة من الإلحاد أو النصرانية المحرفة كالنشوز و الامتناع عن طاعة الزوج إن تزوج بغيرها ، أو تزعم أن من حقها أن تطلق نفسها أو أن “تطلق زوجها” !! و هذه الأصناف خارجة من ملة الإسلام بنص كتاب الله و متوعدة بأعظم العذاب قال تعالى : “أتؤمنون ببعض الكتاب و تكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا و يوم القيامة يردون إلى أشد العذاب” . فهم يزعمون الإيمان بالله تعالى و بكتابه ثم يكفرون ببعض آياته و يجادلون فيها جدال إبليس لربه .إن الذرية الناتجة من هذه الزيجات ستكون في العموم نسخا من الأمهات أو الآباء المحرمُ الاقتران بهم ، و زعـمُ الفجار الكفار بتشريع هذه الزيجات يهدف للسماح لأصحاب هذه العقائد المعادية للسنّة و أهل الحق بالتسلل إلى مجتمعات السنّة و دس هذه العقائد و السموم في جسد الأمة ، و هذا ما حصل حتى أنهك هذا السّم أمتنا و صار متعذرا على أهل الحق النهوض بحقهم ، لأنهم سيجدون من يطعن في ظهروهم دوما من أبناء الحرام هؤلاء و ذوي أبناء الحرام من مستحلي الحرمات و مبطني النفاق الكامل و الكفر الباطن.و يلحق بهذا الزواج الباطل الزواج بوثنية أو وثني أو الزواج المزعوم زواج لسنية بغير سني كباطني رافضي أو نصراني أو وثني ، و ما يسمى بزواج المسافر و المتعة و غيرها من أنواع الزواج المؤقت الذي يقصد فاعلوه استحلال الزنا و التفلت من واجبات الزواج .2 – الصنف الثاني من أولاد الحرام هم الناتجون عن جماع بين رجل بانت منه زوجته بسبب طلاقه لها أو بسبب وقوعه في الكفر بسب أو إشهار جحود لشيء من دين الله تعالى ، و هذا صار كثيرا جدا ، و معلوم أن الطلاق يقع من الرجل بمجرد أن يتلفظ به ، و يقع كما وصف فمن أبان امرأته بلفظه بانت و من طلقها رجعيا طلقت رجعيا ، و من كفر كفرا لفظيا أو عمليا بانت منه امرأته و لم ترجع إليه إلا بعقد جديد بعد التوبة ، و ليس هناك تفريق بين جد و هزل في الطلاق فطلاق الهازل المازح أو السكران يقع كطالق المتعمد اليقظان ، فجد الطلاق جد و هزله جد ، و الجاد بالتلفظ في كفر السب كافر و الهازل كذلك ، و ترى أحدهم يطلق امرأته مائة مرة و تقيم عنده و يجامعها و ينجب منها و هي عليه حرام و هو عليها حرام ، فينجبان ذرية من أولاد الحرام . و هؤلاء الآباء و الأمهات ليسوا من أهل الإيمان و لا من أهل الإسلام و التسليم لأمر الله ، فالله تعالى أمر العباد بطاعته و التزام شرعه في ظاهر الحال و بظهر الغيب ، و هؤلاء يأبون شرع الله بظهر الغيب و يحجدون ما حرم الله تعالى بيقين ، فتراهم يعاشرون بعضهم و يجحدون حرمة هذه العشرة الثابتة في كتاب الله ، بل لا يفكرون أبدا بهذا الأمر و يتجاهلون وقوع طلاقهم و كأنه لم يكن ! و منهم من لا يرى أن الطلاق يقع إلا بقضاء حكومي ! و لو كانت تلك الحكومة ملحدة أو وثنية أو حتى نصرانية أو يهودية ! و كل هذا لأن حكم الطلاق في دين الله لا يوافق هواهم الفاجر !. نتاج هؤلاء سيكون عموما ذرية شيطانية لا تحل حلالا و لا تحرم حراما إلا فيما يوافق أهواءهم و لعمري أي شيء من شرع الله تعالى يسارع للأهواء و ترضاه نفوس الفسقة ؟ لهذا سنجد هذه الذرية أشد كفرا و نفاقا من الذين أنجبوها من السفاح المبرقع بزاوج بطل و انتهى بطلاق تام .هذه المصيبة الطامة قد ظهرت في زماننا و تجذرت منذ أكثر من قرن مضى ، و لعل هذا من أهم أسباب شقاء هذه الأمة في هذا العصر و استفحال الفاحشة و عموم الظلم و الجور و الفجور و انعدام الأمن و الأمان ، نسأل الله السلامة من هذه الفتنة و الفرج القريب.عن عبد الله بن مسعود قال أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال له : “يا ابن مسعود ، إن من أعلام الساعة و أشراطها أن يكثر أولاد الزنا ” قلت : و هم مسلمون و القرآن بين ظهرانيهم ؟ قال : نعم ، قلت : و أنى ذلك ؟ قال : “يأتي على الناس زمان يطلق الرجل المرأة ، ثم يجحدها طلاقها ، فيقيم على فرجها ، فهما زانيان ما أقاما “.و لقد عاينا هذا تحقق هذا الحديث ما لا نحصي ، حتى لا تكاد أسرة تخلو منه إلا ما رحم ربي و قليل ما هم .3- الصنف الثالث من أبناء الحرام و هم نتاج زواج المرأة من رجلين ، و هذا يكاد يقع يوميا في هذا الزمان و في هذه الأمة ، فترى المرأة تنشز عن زوجها دون وجه شرعي ، و تطلب الطلاق و تحاكم زوجها إلى قضاة ملاحدة أو قضاة مرتدين ، فتحصل منهم على حكم بطلاقها أو بما يسمونه “الخلع” فجورا و افتراء على الله تعالى ، فيزعمون أن من حق القاضي أن يجيز خلع المرأة من زوجها دون رضا الزوج أو علمه و يمنحونها صكا سطروا فيه الزور و الفجور و الإفتراء ، و ترضى هي بهذا الفجور و الكفر ، فتعقد زواجا على غير زوجها و هي لا تزال عصمة زوجها الأول ، و تنجب من الزاني بها باسم الزواج أولاد زنا ، و هؤلاء قد جد أمرهم في العقود القليلة المنصرمة و لا حول و لا قوة إلا بالله العظيم .إن أنجبت هذه المرأة الزانية الفاجرة بناتا فلن يكن إلا مثلها في العموم و إن أنجبت ذكورا فسيكونون عموما كأبيهم و أمهم الكفرة مستحلي الزنا و المقيمين عليه بإصرار .نسأل الله تعالى لنا و لأهلينا و للمسلمين جميعا العصمة من هذه الفتن و من الزنا و من شرور أبناء الحرام .

عنيت بنشره كلية الآداب والعلوم الإنسانية قسم الدراسات الإسلامية في جامعة اجيال وتكنولوجيا الأمريكية

GTU – UNIVERSITY GENERATIONS AND TECHNOLOGY

About the author

admin

Leave a Comment