Uncategorized

ابتكار المستقبل

ابتكار المستقبل

الأستاذ الدكتور محمد محمود كالو

ابتكار المستقبل

تحتفل الحركة الماسونية على مستوى العالم هذا العام بمناسبة مرور 300 عام على إصدار أول دستور ماسوني رسمي سنة 1723، والمعروف بـ “دساتير 1723″، الذي كتبه جيمس أندرسون، والذي أصبح فيما بعد المرجع الأساسي لدستور الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا وغيرها، إضافة إلى كونه المرجع الأساسي للمحافل الماسونية في العالم.
وفي نهاية كانون الثاني الماضي، شارك أكثر من 1600 شخصية ماسونية كبيرة في الاجتماع الخاص الذي أقامه المحفل الماسوني الكبير في لندن بهذه المناسبة، وقد جاء برنامج الحفل تحت عنوان “دساتير 1723: ابتكار المستقبل”، وأهم من حاضر فيه الدكتور الماسوني ريك بيرمان، مؤلف كتاب “ابتكار المستقبل”، وقد ورد في وثائق تنظيم هذه الفعالية أن دساتير 1723 الماسونية أصبحت ناقلاً مهماً لمبادئ التنوير، ونشرت بثقة مفاهيم التسامح الديني، والجدارة، وتحسين الذات من خلال التعليم وحتى الانتخابات الديمقراطية. وبمرور الوقت، انتشرت هذه الأفكار وتم تبنيها في جميع أنحاء أوروبا وأميركا، لتشكيل نماذج الحكم.
وسينظم المحفل الماسوني الكبير في لندن أواخر سبتمبر أيلول القادم، مؤتمراً على مدى 3 أيام في كلية الملكة بجامعة كامبريدج البريطانية، تحت عنوان “ابتكار المستقبل” يشارك فيه نخبة واسعة من المتحدثين الماسونيين.
فما هي الماسونية؟ وما معتقداتهم؟
الماسونية لغة معناها: البناؤون الأحرار.
في الاصطلاح: منظمة يهودية سرية هدامة غامضة، محكمة التنظيم تهدف إلى ضمان سيطرة اليهود على العالم، وتدعو إلى الإلحاد والإباحية والشذوذ والفساد، وتتستر تحت شعارات خداعة براقة.
كانت تسمى في عهد التأسيس (القوة الخفية) ومنذ بضعة قرون تسمت بالماسونية لتتخذ من نقابة البنائين الأحرار لافتة تعمل من خلالها ثم التصق بهم الاسم، وجلُّ أعضائها من الشخصيات المرموقة في العالم.
إن الماسونية تعادي الأديان جميعاً، وتسعى لتفكيك الروابط الدينية، وهز أركان المجتمعات الإنسانية، وتشجع على التفلت من كل الشرائع والنظم والقوانين.
يقول الحاخام لاكويز: الماسونية يهودية في تاريخها ودرجاتها وتعاليمها وكلمات السر فيها وفي إيضاحاتها، يهودية من البداية إلى النهاية.
يكفرون بالله تعالى ورسله وكتبه وبكل الغيبيات ويعتبرون ذلك خزعبلات وخرافات.
يعملون على إسقاط الحكومات الشرعية وإلغاء أنظمة الحكم في البلاد المختلفة والسيطرة عليها، فهم وراء عدد من الويلات التي أصابت الأمة الإسلامية، ووراء إلغاء الخلافة الإسلامية، وعزل السلطان عبد الحميد، كما كانوا وراء الثورة الفرنسية والبلشفية والبريطانية.

ويستخدمون الرشوة بالمال والجنس واستعمال المرأة كوسيلة للسيطرة على الجميع، وخاصة ذوي المناصب الحساسة؛ من رؤساء الدول لضمان تنفيذ أهدافهم التدميرية، ولضمهم لخدمة الماسونية، إذ الغاية عندهم تبرر الوسيلة.
ويسيطرون على أجهزة الدعاية والصحافة والنشر والإعلام واستخدامها كسلاح فتاك شديد الفاعلية، كما يقومون بتوهين العلاقات الزوجية وتحطيم الروابط الأسري، ويدعون إلى العقم الاختياري، وتحديد النسل لدى المسلمين، ويحاولون السيطرة على الشخصيات البارزة في مختلف العلوم والاختصاصات لتكون أعمالهم متكاملة.
أما حقائق الماسونية فلا تكشفها لأتباعها إلا بالتدريج حين يرتقون من مرتبة إلى مرتبة وعدد المراتب ثلاث وثلاثون، ويحمل كل ماسوني في العالم فرجاراً صغيراً وزاوية لأنهما شعار الماسونية منذ أن كانا الأداتين الأساسيتين اللتين بنى بهما سليمان الهيكل المقدس بالقدس.
ويردد الماسونيون كثيراً كلمة “المهندس الأعظم للكون” ويفهمها بعضهم على أنهم يشيرون بها إلى الله سبحانه وتعالى، والحقيقة أنهم يعنون “حيراما” إذ هو مهندس الهيكل، وهذا هو الكون في نظرهم.
ويرى بعض الدارسين أن الضعف قد بدأ يتغلل في هيكل الماسونية، لذا يقومون بهذه المؤتمرات والندوات والمحافل بمناسبة مرور 300 عام على إصدار أول دستور ماسوني رسمي لهم؛ ليلمعوا اسمها ويجددوا نشاطها ويوسعوا عضويتها، إذ تعتبر العضوية مصدراً مالياً أساسياً للمحافل الماسونية على مستوى العالم، وتعمل الحركة الماسونية حالياً على تحميل وثائقها التاريخية على الإنترنت؛ لتكون متاحة مجاناً للجمهور بمختلف أطيافه.

وأخيراً: نحذر شباب الأمة ممن يهاجر إلى الغرب من هذه الجمعيات السرية والأندية الماسونية فقد أصدرت لجنة الفتوى بالأزهر في 25 شعبان 1405 هجري الموافق 15 من شهر مايو سنه 1985 ميلادي؛ بياناً بعنوان بيان للمسلمين من لجنة الفتوي بالأزهر الشريف بشأن الماسونية والأندية التابعة لها مثل (الليونز) و(الروتاري) جاء فيه :
“فإن الإسلام والمسلمين يحاربهم الأعداء العديدون بكل الأسلحة المادية والأدبية، يريدون بذلك الكيد للإسلام والمسلمين، ولكن الله ناصرهم ومعزهم… قال تعالى: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ} [غافر:51]، ومن بين هذه الوسائل التي يحاربون بها الإسلام: وسيلة الأندية التي ينشؤونها باسم الإخاء والإنسانية، ولهم غاياتهم وأهدافهم الخفية وراء ذلك، وإن من بين هذه الأندية الماسونية والمؤسسات التابعة لها مثل: الليونز والروتاري، وهما من أخطر المنظمات الهدَّامة التي يسيطر عليها اليهود والصهيونية، يبتغون بذلك السيطرة على العالم عن طريق القضاء على الأديان، وإشاعة الفوضى الأخلاقية، وتسخير أبناء البلاد للتجسس على أوطانهم باسم الإنسانية، ولذلك يحرم على المسلمين أن ينتسبوا لأندية هذا شأنها، وواجب المسلم ألا يكون إمعة وراء كل داع وناد، بل واجبه أن يمتثل لأمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- حيث يقول فيما يرويه حُذَيْفَةَ -رضي الله عنه- قالَ: قالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم: (لا تَكُونُوا إِمّعةً، تَقُولُونَ: إِن أَحْسَنَ النّاسُ أَحْسَنّا، وإِنْ ظَلَمُوا ظَلَمْنَا، وَلَكِنْ وَطّنُوا أَنْفُسَكُمْ، إِنْ أَحْسَنَ النّاسُ أَنْ تُحْسِنُوا، وإِنْ أساءوا فَلاَ تَظْلمُوا) [ رواه الترمذي وقال: حسن غريب]، وواجب المسلم أن يكون يقظًا حتى لا يغرر به، فللمسلمين أنديتهم الخاصة بهم، والتي لها مقاصدها وغاياتها العلنية، فليس في الإسلام ما نخشاه ولا ما نخفيه…. والله أعلم”.
الموضوع ذو ذيل طويل وهذه مراجع لمن أراد التوسع:
1) السر المصون في شيعة الفرمسون، ليوس شيخو ـ سنة 1912م.
2) هيكل سليمان، يوسف الحاج ـ سنة 1934م.
3) أسرار الماسونية، الجنرال رفعت أتلخان.
4) تاريخ الجمعيات السرية والحركات الهدامة، عبد الله عنان.
5) الماسونية، أحمد عبد الغفور عطار.
6) تاريخ الماسونية العام، جرجي زيدان.
7) حقيقة الماسونية، د. محمد علي الزغبي.
😎 أصل الماسونية، ترجمة عوض خوري.
9) الدنيا لعبة إسرائيل، وليم كار.
10) أحجار على رقعة الشطرنج، ترجمة سعيد (جزائري).
11) اليهود يجب أن يعيشوا، صموئيل روث.
12) القوة الخفية التي تحكم العالم، جان مينو.
13) المذاهب المعاصرة، د. عبد الرحمن عميره.
14) الماسونية في المنطقة 245 ـ أبو إسلام أحمد عبد الله.
15) الماسونية سرطان الأمم ـ أبو إسلام أحمد عبد الله.
16) الماسونية العالمية في ميزان الإسلام ـ د. عبد الله سمك.

الأستاذ الدكتور محمد محمود كالو

About the author

admin

Leave a Comment