سوريا بعد التحرير وسبل النهضة الاقتصادية
#الدكتور #أنس_أحمد_الأكسح
*”سوريا بعد التحرير وسبل النهضة الاقتصادية”*، يتناول التحديات والفرص المتاحة لإعادة بناء الاقتصاد السوري في مرحلة ما بعد النزاع.
مقدمة:
شهدت سوريا خلال العقد الماضي صراعًا مسلحًا أدى إلى دمار واسع في البنية التحتية، وانهيار القطاعات الاقتصادية، ونزوح الملايين. مع بداية مرحلة ما بعد التحرير، تبرز الحاجة إلى استراتيجية شاملة لإعادة الإعمار وتحقيق النهضة الاقتصادية.
*أولًا: تقييم الأضرار الاقتصادية*
– *الخسائر المادية*: تشير تقديرات البنك الدولي إلى أن الخسائر الاقتصادية في سوريا تراوحت بين 226 و250 مليار دولار، مع تدمير أو تضرر أكثر من ثلث المساكن ونحو نصف المنشآت التعليمية والطبية.
– *تراجع التنمية البشرية*: انخفض مؤشر التنمية البشرية في سوريا بنسبة 16% بين عامي 2010 و2022، مما يعادل خسارة 35 عامًا من التقدم التنموي.
*ثانيًا: التحديات أمام إعادة الإعمار*
– *العقوبات الاقتصادية*: تُعيق العقوبات المفروضة على سوريا، مثل قانون “قيصر”، تدفق الاستثمارات الأجنبية وتحويل الأموال، مما يحد من قدرة الحكومة على تمويل مشاريع الإعمار.
– *التمويل المحدود*: تُقدّر تكلفة إعادة الإعمار بين 300 و900 مليار دولار، وهو مبلغ يفوق الإمكانيات المحلية، مما يستدعي دعمًا دوليًا واسع النطاق.
– *البيئة السياسية*: غياب الاستقرار السياسي والبيروقراطية الحكومية يُعقدان جهود إعادة الإعمار، ويُضعفان ثقة المستثمرين في بيئة الأعمال.
*ثالثًا: سبل النهضة الاقتصادية*
1. *إصلاح السياسات المالية والنقدية*: ينبغي التركيز على زيادة الإيرادات من خلال مكافحة التهرب الضريبي، وفرض ضرائب على الثروة، وتحسين عملية التحصيل الضريبي.
2. *تشجيع الاستثمار المحلي والأجنبي*: توفير بيئة قانونية مستقرة وجاذبة للاستثمارات، مع تقديم حوافز للمستثمرين السوريين في الخارج للعودة والمساهمة في إعادة الإعمار.
3. *الاستفادة من الموارد الطبيعية*: إعادة تأهيل حقول النفط والغاز، وتوقيع عقود مع شركات دولية لاستثمار هذه الموارد، مما يوفر موارد إضافية للموازنة العامة.
4. *إعادة بناء البنية التحتية*: التركيز على إعادة بناء شبكات الكهرباء والمياه والطرق، وتوفير المواد الأساسية مثل الإسمنت والحديد، حيث تُقدّر الحاجة إلى أكثر من 15 مليون طن من الإسمنت سنويًا.
5. *التعاون الدولي*: إشراك الدول الصديقة والمنظمات الدولية في جهود إعادة الإعمار، مع التركيز على الشراكات التي تحترم السيادة السورية وتدعم التنمية المستدامة.
*خاتمة*
تمثل مرحلة ما بعد التحرير فرصة حقيقية لسوريا لإعادة بناء اقتصادها وتحقيق نهضة شاملة. يتطلب ذلك إرادة سياسية قوية، وإصلاحات اقتصادية جذرية، وتعاونًا دوليًا فعّالًا. من خلال تبني استراتيجيات مدروسة وشاملة، يمكن لسوريا أن تتجاوز تحديات الماضي وتبني مستقبلًا مزدهرًا.
D. Anas alaksah
#الدكتور #أنس #الأكسح
مع تحيات كلية الاقتصاد
University Generations and Technology