سوريا وانتصار التعليم الإلكتروني الموازي بقلم الدكتور رأفت شهير شحادة
رئيس قسم علم النفس في جامعة #أجيال #وتكنولوجيا
سوريا وانتصار التعليم الإلكتروني الموازي.
لا شك بأن التعليم *النظامي له من المميزات التي يعرفها* القاصي والداني، إلا أنه ومن جهة أخرى فإن التعليم الإلكتروني الموازي ،هو أيضا له ميزاته الخاصة التي لا يعرفها إلا من جرب هذا التعليم وشاهد نتائجه التي انعكست على حياته العملية والاجتماعية بعد انتهائه من حياته التعليمية.
ففي مثلا التعليم النظامي على الأغلب التعليم هو من يزود الطالب المعارف اللازمة له عن التخصص ومهاراته، لكن في التعليم الإلكتروني، الوضع يختلف قليلا، لأن التعليم هو أيضا من يستفد من الطالب، لأن عددا كبيرا من الطلاب الذين يفضلون هذا النوع من التعليم هم في جلهم موظفون، يعززون خبرتهم المهنية داخل تخصصاتهم فنراهم يزيدون هذه المباحث واقعية وتجارب ميدانية فريدة جاءت من خبرتهم الميدانية – ويقومونها ويعطونها صبغة وبعدا واقعيا بعيدا عن التنظير غير الواقعي – والذي يغلب على الجامعات التي تدرس الطرائق النظامية التقليدية-.
أيضا من ميزات هذا التعليم انه يزيد من اعتماد الطالب على نفسه فتراه يرجع إلى الأبحاث والمصادر والمراجع والتطبيقات على الأغلب بجهده الخاص، وينمي في نفس الوقت مهاراته في ادوات التعلم الإلكتروني كالذكاء الصناعي والامن السيبراني وتقنيات التلخيص والعرض َوغيرها، على عكس الطالب في التعليم النظامي الذي يعتمد كليا على استاتذه في الجامعة.
ومن الأمور المهمة أيضا، هو اختيار الطالب في التعليم الإلكتروني الأوقات المناسبة لتحصيله الدراسي، على عكس الطالب في التعليم النظامي الذي يجبر على حضور اوقات معينة لا تتلاءم في كثير من الأحيان مع نظامه وروتينه اليومي، خاصة إذا كان ممن يأتي ممن يقطع َمسافات كبيرة وياتي من اماكن بعيدة وستنزف الوقت والمال على قضايا ليست من صلب العملية التعليمية وهذا امر مهم خاصة لمن هم من فئة الموظفين او الأعمال الحرة.
كذلك من ميزات التعليم الإلكتروني ان الخبرات العالمية و المتنوعة، من السهولة استقطابها في هذه الجامعات التي تتبنها هذا النوع من التعليم الإلكتروني الموازي ، حيث لا تشترط وجود المحاضر في نفس المكان او الالتزام بالتدريس في نفس الجامعة ، على عكس التعليم النظامي الذي لا يستطيع أن يواكب هذه الميزة ولا. ان يستقطب هذه الكفاءات التي تحتاج إلى الحضور ذاتيا وستنزف الكثير من الميزانيات. المالية من أجل استقطابها.
ناهيكم على ان التعليم الإلكتروني لا تقف الحروب والأزمات معضلة أمامه، بل على العكس من ذلك، فإن التعليم النظامي يشل تماما في مثل تلك الظروف الصعبة، لا بل ومن خلال تجاربنا التعليمية استفاد التعليم من مأساة وتجارب هؤلاء الضحايا بأن قدموا تحديدا واقعيا لبعض العلاجات النفسية والطبية من قلب الميدان وبشكل ديناميكي وتفاعلي ويومي، ويقوم استبعاد التفاصيل و الجزئيات النظرية التي ليس لها تطبيقا واقعيا – بمعنى انه يوقعن النظريات ويجعلها قابلة للتطبيق، ناهيكم عن اختصار مدة العملية التعليمية بطريقة حرة بعيدا عن القيود الشكلية في النظم التعليمية التقليدية النظامية والتي تستنزف اعمار سنين العطاء لدى الشباب-وهذا ما لا نراه في التعليم النظامي الغارق يالمثاليات الأكاديمية وخاصة في عالمنا العربي.
وتعد سوريا الحالية هي أقرب مثالا على تعزيز مكانة التعليم الإلكتروني، حيث اثبت خريجو هذه الجامعات مهاراتهم العملية والواقعية في بناء سوريا الحرة، بعد سقوط النظام وتبوأهم بالمناصب العليا،، على عكس بعض خريجي المؤسسات النظامية الذين لم يستطيعوا المواكبة السريعة للاحداث والنهضة…
لذلك نستطيع القول بأهمية وتوامة التعليم الإلكتروني في عالمنا الحالي والمعاصر على عكس ما يردده البعض الذي لم يستطع حتى الآن ما يصبوا اليه، ولكن في نفس الوقت لا ننكر بأن هنالك عالة على العلم استغلوا هذا النظام في الحصول على الشهادات دون أن يكونوا جديرين وأهل كفاءة في حمل شهاداتهم، ولكن أيضا التعليم النظامي تعشعش فيه هذه الفئة أيضا،لكن التنافس الشرس بين الجامعات التي تعتمد التعليم الإلكتروني تجعلها تطور نفسها أولا بأول، من أجل ديمومتها، على عكس الجامعات التي تعتمد التعليم التقليدي النظامي التي تعاني من البيرقراطية الإدارية والاي تعاني منها النظم الإدارية بشكل عام في عالمنا العربي.
لذلك آن الأوان ان تكف الأبواق التي تحاول جاهدة شيطنة التعليم الإلكتروني وان تهتم بالنقد البناء وان تعترف بهذه الجامعات كشركاء لهم في النهضة والبناء التعليمي والتعامل معها بحيادية تامة، وتنظر للمخرجات التعليمية والواقعية بشكل منصف وعملي من خلال مخرجاتها في أسواق العمل وان تعزز دور الشراكة الأكاديمية، خاصة وان هذه الجامعات اغلب تخصصاتها هي حقول التخصصات الانسانية والادارية وليست تطبيقية وطبيية
فهي في النهاية من تبث روح الواقعية في تلك التخصصات وتجعلها مفيدة للسوق والوظائف.
د. رأفت شهير شحادة
الاستاذ المساعد المحاضر في مادتي علم النفس المرضى العلاجي وعلم نفس العمل
قسم علم النفس الاجتماعي و
الاكلينيكي. – كلية الآداب والعلوم الاجتماعية والإنسانية
جامعة أجيال وتكنولوجيا
University Generations and Technology
