#اتحاد #الجامعات #الدولي #الوهمي لصاحبه #المحتال #محمد #خير #الغباني بقلم الدكتور د. مختار علي العمراني
اتحاد الجامعات الدولي وسباق الجامعات اليمنية
د. مختار علي العمراني – جامعة تعز
كثرت في الأشهر القليلة الماضية ظاهرة الاشتراك باتحاد الجامعات الدولي من قبل الجامعات الخاصة باليمن والأكاديميين اليمنيين، وخاصة في مناطق صنعاء وما حولها، ويتوقع أن يزداد عدد المتقدمين للاشتراك خلال الفترة القادمة. أن تبحث الجامعات عن اشتراكات حقيقية دولية ضمن معايير معتبرة فهذا شيء جيد، وعلى الجامعات أن تخطو خطوات جريئة وصولا الى الاعتمادات الأكاديمية المعتمدة للبرامج التعليمية كما هو متبع في كل جامعات العالم، وهذا يساهم بشكل كبير في تحسين فرص العمل لخريجي الجامعات اليمينة خارج اليمن.
اتحاد الجامعات الدولي (IUU) هو اتحاد أنشئ في تركيا عام 2014 من قبل دكتور سوري اسمه “محمد خير الغباني”، وبدأ يعمل من شقة مجهولة لسنوات، وهو مع ذلك يعمل في إطار مواقع التواصل الاجتماعي وليس له موقع رسمي حتى يومنا هذا. هذا الاتحاد هو استنساخ لاتحاد حقيقي اسمه “الاتحاد الدولي للجامعات (IAU)” اتحاد يتبع منظمة اليونيسكو التابعة للأمم المتحدة وتم إنشاؤه عام 1950 ومقره الرئيسي في باريس. بدأت الشكاوى والكتابات تظهر من كثير من المهتمين أن الإتحاد ليس حقيقي، فقام مؤسس الاتحاد مؤخراً باعتماده في بلدية إسطنبول كمنظمة مدنية. الاتحاد حاليا لديه ما يقترب من 1600 عضو مشارك فيه وحوالي 220 جامعة مشتركة حسب ادعاءاته، مع تأكيدنا عدم وجود أي جامعة معتبرة في الشرق الأوسط مشتركة فيه.
لست هنا لأثبت لكم بالأدلة القاطعة أن هذا الاتحاد على أرض الواقع حقيقي او أنه مشبوه وليس لديه معايير علمية للاشتراك. وليس موضوعنا ان استرسل في شرح ان صاحب هذا الاتحاد قد يكون مشبوه من الناحية الأكاديمية أم لا. وما يمكن تأكيده أنه من حق أي شخص أن يفتتح أي بيزنس او مؤسسة مدنية استثمارية. وفي المقابل، علينا كأكاديميين وجامعات أن نميز بين الصالح والطالح منها والا ننجر وراء المظاهر المزيفة.. مؤخرا، فتح الاتحاد اشتراكات جديدة وبأسماء براقة، فعلى سبيل المثال هنا اشتراك جديد يسمى “عضو لجنة الاعتماد الأكاديمي” بالاتحاد، و”عضو لجنة الجودة” للاتحاد، وغيرها من المسميات الجذابة.
قبل أيام دخلت موقع الاتحاد بمنصة الفيسبوك وفتشت فيه عن جميع الجامعات اليمنية المشتركة بالاتحاد وكذلك الدكاترة خلال فترة 2020 الى 2024. ربما هناك تقريبا 10 جامعات يمينة، وكلها جامعات خاصة، وحوالي 30 أكاديمي يمني لديهم اشتراكات بالاتحاد.
قد يقول قائل إن الاشتراك بمثل هذه الاتحادات ان لم ينفع فهو لن يضر أحد، وهذا الرأي محل احترام وتقدير، ولكن أنا وجهة نظري أن الاشتراك في اتحادات او مجلات علمية مشبوهة يضر الأكاديميين والهيئات أكثر مما ينفعها، فوجود هذا “الإنجاز” في السيرة الذاتية لاي أكاديمي او جامعة هو منقصة ويعطي انطباع أولي سلبي عنا وعن جامعاتنا.
يتراوح رسوم اشتراك أي جامعة بالاتحاد 1000 الى 3000 دولار أمريكي، واشتراك الافراد السنوي بمبلغ 300 دولار وأحيانا تعطى تخفيضات كبيرة. لو أني امتلك مبلغ رسوم التسجيل لتواصلت مع الاتحاد وطلبت اشتراك باسم جامعة وهمية وسأحصل على الاشتراك في أقل من 24 ساعة. انا أقترح ان أسميها “جامعة جبل صبر” على سبيل المثال.. ايش رأيكم؟؟ هههه
قيادة الجامعات: أنتم مؤتمنون على جامعاتكم وأموالها، وأعطيت لكم الميزانيات والصلاحيات المطلقة من مالكي الجامعات لكي ترفعوا من قيمتها بشكل حقيقي، واشراك جامعاتكم في اتحادات وكيانات وهمية والتفاخر بها في جميع اعلاناتكم مضر بسمعة جامعاتكم وكذلك مصداقيتكم.
د. مختار علي العمراني
