أهمية العلاج الفيزيائي بعد التدخلات الجراحية: إعادة تأهيل أم إعادة حياة؟
بقلم الدكتورة ميرنا محمد درعزيني كلية العلاج الفيزيائي

أهمية العلاج الفيزيائي بعد التدخلات الجراحية: إعادة تأهيل أم إعادة حياة؟
بقلم الدكتورة ميرنا محمد درعزيني
عند التفكير في العمليات الجراحية، يركّز معظم الناس على الإجراء ذاته، بينما يُغفل ما بعد الجراحة، وهو المرحلة الأهم: العلاج الفيزيائي. كثيرون يرونه ملحقًا، لكنه في الحقيقة امتداد حيوي للجراحة ذاتها، وقد يكون الفارق بين نجاح التدخل أو فشله جزئيًا.
لماذا العلاج الفيزيائي بعد الجراحة؟
1. استعادة الوظيفة: بعد أي عملية جراحية (مثل استبدال المفاصل، جراحات العمود الفقري، أو حتى عمليات البطن)، يتعرض الجسم لجمود مؤقت، يسبب ضعفًا في العضلات، وتيبسًا في المفاصل، واضطرابًا في التوازن.
→ العلاج الفيزيائي يُعيد التنسيق بين العضلات والأعصاب ويمنع فقدان المهارات الحركية.
2. منع المضاعفات الصامتة: الراحة الطويلة في الفراش قد تؤدي إلى تخثر الدم، مشاكل تنفسية، أو تدهور عضلي. الحركة المدروسة والتمارين التدريجية تحمي الجسم من هذه المضاعفات غير المرئية.
3. التئام أفضل وأسرع: بعض الجروح، خصوصًا العميقة، تُشفى بشكل أفضل حين تُحرَّك العضلة أو المفصل المحيط بها تدريجيًا، مما يعزز الدورة الدموية ويُسرّع تجديد الخلايا.
الدور النفسي والذهني
المرضى بعد العمليات يعانون من *فقدان مؤقت للاستقلالية*، ما يولد مشاعر قلق أو اكتئاب. العلاج الفيزيائي ليس تمارين فقط، بل فرصة *لإعادة بناء الثقة بالنفس واستعادة السيطرة على الجسد*.
الحالات التي يُحدث فيها فرقًا حقيقيًا
– بعد الجلطات أو الإصابات الدماغية.
– بعد الكسور المعقّدة أو التثبيت الداخلي.
– بعد جراحات الأورام التي تؤثر على الحركة أو التوازن.
خاتمة
العلاج الفيزيائي بعد الجراحة ليس ترفًا، بل ضرورة صامتة. هو المرحلة الثانية من الشفاء، التي تعيد للمريض ليس فقط حركته، بل شعوره بالحياة. ومن لا يخضع له، يغامر بأن تظل الجراحة ناقصة المفعول.
الدكتورة ميرنا محمد درعزيني
مع تحيات كلية العلاج الفيزيائي
كل عام وأنتم بخير .
University Generations and Technology
