
الكفاءات لا الولاءات لبناء الدول القوية
إنَّ اليابان التي خرجت من الحرب العالمية الثانية منهارة القوى؛ أصبحت قوة اقتصادية ضخمة على الرغم من أنها تقوم على أرخبيل لا يكاد يصلح لا للسكن، ولا للزراعة، ولا تحتوي بواطنه البركانية على أية ثروات طبيعية تذكر…
الكفاءة، والمهنية، وأصحاب الخبرة، والأمانة، والإخلاص، وحب الوطن لا حب الحاكم، أو الولاء له نقلوا اليابان لأن يصبح قوة عظمى في العالم.
في حين أن دولاً عديدة في المعمورة ومن بينها بعض دول الوطن العربي تضيق بأرضها الثروات الطبيعية الباطنية والسطحية، والكنوز، تكاد تعجز عن إطعام شعبها، ووضعه في السُّلم الأكثر فقراً واحتياجاً في العالم نتيجة اتباع سياسة الولاءات التي نتجت عنها حالات التقوقع، وعدم التفكير بوسائل تنهض بالدولة والمواطن على حدٍ سواء. وكان ذلك بسبب توكيل المهام، والأمور إلى غير أهلها. الأمر الذي أدى إلى الانحلال الإداري، والترهل بوزارات الدولة على جميع المستويات.
ناهيك عن القبول بالوصاية، والارتهان للأجنبي، والاستقواء بالخارج على حساب المصالح الوطنية، والمطالب والأهداف الشعبية.
ما نريد ايصاله أنه مهما يكن من تحدياتٍ داخليةٍ، وخارجية؛ فإنَّ بناء الدولة يرتكز على العقول، والأدمغة الحرة التي ينبع ولائها لوطنٍ عزيزٍ كريمٍ. وإنَّ الدرب الذي خطَّه الثوار لأنفسهم في بناء الدولة السورية الوليدة درب لا رجعة عنه بعد أن قدَّموا كل غالٍ، ونفيسٍ من تضحيات لم يبخلوا بها من أجل نيل حريتهم، واسترداد كرامتهم، وإسقاط حكم أسد، والوصول للسلطة هادفين من ذلك بناء دولة العدل، والعلم، والنهضتين الصناعية والبنيانية بعيدين عن المحسوبية، والإفساد في مؤسسات الدولة ومرافقها. وصولاْ لدولة المؤسسات والمواطنة.
بقلم الأستاذ مرهف الزعبي
مع تحيات كلية العلوم السياسية
University Generations and Technology
#جامعة_أجيال_وتكنولوجيا

#جامعة_أجيال_وتكنولوجيا