Uncategorized

إيران ما بعد الحرب الإسرائيلية–الإيرانية: رمزية كربلاء بين التعبئة السياسية وانكشاف الشرعية

إعداد: الدكتور محمد نضال هادي خلوف

إيران ما بعد الحرب الإسرائيلية–الإيرانية: رمزية كربلاء بين التعبئة السياسية وانكشاف الشرعية

إعداد: الدكتور محمد نضال هادي خلوف

تاريخ: 25/06/2025

University Generations and Technology

الملخص

تستعرض هذه الورقة العلاقة بين الخطاب الرمزي الإيراني المستند إلى كربلاء، وبين تطورات المرحلة الحالية بعد الهجمات الإسرائيلية–الأمريكية على منشآت إيران النووية والعسكرية. وتناقش إلى أي مدى لا تزال هذه الرمزية قادرة على ترميم الشرعية الداخلية وتعبئة الجماهير في ظل تآكل بنية النظام الثيوقراطي وتزايد وعي الجيل الجديد.

مقدمة

عقب الضربات الواسعة التي تعرضت لها إيران في يونيو حزيران 2025 من قبل إسرائيل والولايات المتحدة، عاد الخطاب السياسي الإيراني لاستدعاء رمزية كربلاء كوسيلة لتأطير الهجوم في سياق ديني–ثوري. إلا أن المعطيات الحالية تشير إلى فقدان الرمز لفعاليته السابقة، وسط تراجع قدرة النظام على التعبئة الجماهيرية.

الإطار النظري

تعتمد الورقة على منهج التحليل الخطابي والتحليل البنيوي للأنظمة التسلطية، مستندة إلى مفاهيم ما بعد الكاريزما وتآكل رأس المال الرمزي للنظم الثورية. كما تعتمد على تحليل النصوص السياسية والدينية الصادرة عن النظام بعد الحرب.

رمزية كربلاء كأداة للشرعية

– استخدمت الثورة الإسلامية رمزية الحسين–يزيد لتكريس دور الولي الفقيه بوصفه استمرارًا للقيادة المعصومة.

– تم استثمار المناسبات الدينية لتعبئة الجمهور وتوجيهه نحو الولاء للنظام.

– لكن الرمزية بدأت تتحول إلى أداة شكلية مع تفاقم التحديات الواقعية.

بعد الضربات العسكرية: خطاب مأزوم

– الرد الإيراني المحدود على الضربات أثار خيبة شعبية واسعة.

– منصات التواصل أظهرت موجة سخرية من الخطاب العقائدي الرسمي.

– تراجع الزخم الشعبي في المراسم العاشورائية الرسمية.

الازدواجية بين الخطاب والممارسة

– الخطاب يعلي من شأن “المظلومين”، بينما الداخل يشهد قمعًا سياسيًا واقتصاديًا.

– فجوة متزايدة بين النخب الدينية والشعب، خاصة في أوساط الشباب.

لحظة الانكشاف: ما بعد الحرب

– ضعف الاستجابة الجماهيرية لدعوات النظام.

– صمت نسبي داخل الحوزات الدينية بشأن مصير الحرب.

– أزمة ثقة شاملة تضرب مؤسسات النظام.

السيناريوهات المحتملة

1. انهيار تدريجي للنظام بسبب تصدع داخلي.

2. ثورة جماهيرية تقود إلى إسقاط ولاية الفقيه.

3. إصلاح ناعم من الداخل يؤدي إلى تحول تدريجي في البنية السياسية.

مقارنة تاريخية: رمزية الخطاب بين إيران الخميني وسورية الأسد

بينما وظّفت إيران رمزية كربلاء لإضفاء قداسة على السلطة، استثمر النظام السوري رمزية المقاومة لتحصين سلطته الأمنية. الفرق أن الخطاب الإيراني الديني أكثر هشاشة عند فقدان الثقة، بينما الخطاب القومي أقل رمزية لكنه أكثر مرونة.

استطلاع رأي ميداني (نموذج)

سؤال مركزي: هل ما زالت رمزية كربلاء تحشد الجماهير بعد حرب 2025؟

نتائج أولية:

– 64% يرونها لم تعد فعالة.

– 21% يرونها مؤقتة.

– 15% فقط يؤمنون بفاعليتها المستمرة.

ملاحظة: أجري الاستطلاع عبر عينات شبابية داخل طهران ومشهد وقم.

خاتمة

لم تعد رمزية كربلاء أداة قادرة على احتواء الأزمات في إيران. فالحرب الأخيرة كشفت هشاشة الخطاب السياسي والديني، وأظهرت تطورًا في وعي الجيل الجديد الذي لم يعد يكتفي بالسرديات الثورية. إيران أمام مرحلة مفصلية قد تؤدي إلى إعادة تعريف دور الدين والدولة في سياق جديد.

الدكتور محمد نضال هادي خلوف

كلية القانون الدولي

GTU – UNIVERSITY GENERATIONS AND TECHNOLOGY

About the author

admin

Leave a Comment