بقلم الأستاذ الشيخ عبد الله الخليل التميمي
بسم الله الرحمن الرحيم
متى و كيف نشأ التشيع ؟ و الجواب بعون الله هو :مقدمة لا بد منها: نشأت الامبراطورية العربية الإسلامية على أنقاض ممالك صغيرة -كانت أصلا أجزاء من امبراطوريات أخرى – و على أنقاض إمبراطوريتين كبيرتين الأولى هي الفارسية و الثانية هي الرومانية الشرقية. اعتنقت الإسلام أكثر الأمم الصغيرة التي أخضعها الصحابة و التابعون (رضي الله عنهم) و ذلك بطيب خاطر و قبول تام و انخرطت بأجمعها تقريبا في الحضارة الجديدة و شاركت في بنائها مستغلة سماحة الدين الإسلامي و عدل حكامه و لا يروي لنا التاريخ قصصا كثيرة عن ثورات قامت بها هذه الأمم الصغيرة على الفاتحين المسلمين الكرماء الرحماء. إلا أن الأمم الكبرى التي أخضعها الفتح الإسلامي لم يكن موقف شعوبها و قادتها متجانسا إزاء الفتح العربي و الدين الإسلامي و أكبر هذه الأمم (الفرس). و لفهم طبيعة الموقف الفارسي من العرب المسلمين و من الدولة الإسلامية نرسم صورة عامة للأمة الفارسية قبل الفتح و مصيرها الذي آلت إليه بعد إتمام الفتح الإسلامي. الدولة الفارسية الساسانية أو (الدولة الكسروية الفارسية) امبراطورية دينية و تعيش وفق ترتيب عام إليك تفصيله: 1 -الأسرة الحاكمة (الملوك الآلهة): تتربع على قمة الامبراطورية أسرة حاكمة ذات قداسة دينية (الساسانيون)و يعتقد الفرس أن أفراد هذه الأسرة يتمتعون بجانب إلهي خاص بهم يجعل من قراراتهم أوامر مقدسة لا تقبل النقاش و يجعل من شؤون الحكم و الدولة أمراً عائلياً داخلياً خاصاً بأفراد هذه الأسرة و اعتبر الفرس ملكهم (كسرى) إلها رسميا للامبراطورية. 2- النبلاء : و هم الطبقة الأرستقراطية الإقطاعية التي تملك الأراضي و الثروات في الأرياف , و تتشكل من الأمراء و العسكريين و رجال الدين الكبار و هذه الطبقة تتولى السلطات التنفيذية و القضائية و قيادة الجيوش و إخضاع العامة لحكم الملك و تعاليم الكهنوت الزرادشتي , و توسيع رقعة الامبراطورية وفق الطريقة التقليدية (الفتوحات العسكرية).3- الدهاقين : و هم رجال الدين الأقرب إلى العامة و هم الأرستقراطيون الوسط , و هذه الطبقة تمد الطبقات الأعلى منها دوما بالعنصر البشري اللازم بمعنى أن الدهاقين مرشحون دائمون للمناصب الأعلى في الدين و الدولة و الجيش. 4- العامة: و ينقسمون إلى قسمين : الأول أهل الريف و هم في غالبيتهم الساحقة عبيد أرض أو فلاحون أجراء يعملون في الزراعة و الصيد و غيرها من الحرف و يتبعون إداريا و إقتصاديا للدهاقين الذين هم سادة القرى و كهنتها المحليون. أهل المدن: و هؤلاء أحرار بغالبيتهم و يحترفون مختلف المهن و لديهم ثرواتهم الخاصة و هم يمدون الدولة عادة بالكتبة و الموظفين الإداريين و أحيانا بالعسكريين المحترفين , و يتبعون سياسيا و دينيا لحكم “دهاقين المدن”. إجراءات و فوارق صارمة كانت تحكم العلاقة بين الطبقات المذكورة أعلاه و لم يكن مسموحا لأي كان بمغادرة طبقته إلى طبقة أعلى منها إلا بعد الحصول على مباركات كثيرة لهذا الانتقال تكلف الكثير من الوقت و الجهد و المخاطرة. و يلاحظ المطلع على تاريخ (الدولة الكسروية الفارسية) ثلاثة عناصر أساسية تحكمت بالفكر السياسي الفارسي: 1 -تتولد الطبقات العليا كلها من طبقة الدهاقين و يعتقد الفرس أن الدهاقين أناس مقدسون و يتمتعون بصفات إلهية تميزهم عن عامة الناس و هم ليسوا محلا للمساءلة أو الشك. 2 – يحتقر الفرس بقية الأعراق و يؤمنون بتفوق العرق الفارسي (بترتيب إلهي)على بقية الشعوب و الأعراق و لذلك حصر الانتساب لطبقة الدهاقين بالفرس دون سواهم من شعوب الامبراطورية. 3 – يرى الفرس أن السلطة و الحكم اختصاص إلهي و لا ينبغي إلا لمن يضم في تكوينه جانبا إلهيا أن يتولاه. و لقد بقيت هذه العناصر حية في الفكر السياسي الفارسي إلى يومنا هذا الفرس بعد الفتح الإسلامي لم يتصرف الخلفاء الراشدون بالتركة الفارسية كما تتصرف الأمم الفاتحة المنتصرة عادة ذلك أن “عمر بن الخطاب” رضي الله عنه – محطم الامبراطورية الفارسية – لم يفعل شيئا يغير ديمغرافية الأراضي المفتوحة و اعتمد سياسة مستنبطة من وحي الشريعة الإسلامية قوامها العناصر التالية: 1 – اعتبر “الفاروق” رضي الله عنه الدولة الفارسية ولاية إسلامية جديدة و نقل عاصمتها من المدائن إلى مدينتين جديدتين بناهما قائد الفتح “سعد بن مالك الزهري” و هما (البصرة) و (الكوفة) و ألغى كافة الامتيازات الارستقراطية التي تمتع بها “دهاقين الفرس” و أعطاها للقادة و الجند الفاتحين كل بحسب مساهماته العسكرية _صار الجنود الفاتحون هم سادة الأراضي الإقطاعيون _ و أسكن في كل مدينة فارسية حامية من المسلمين لتتولى شؤون الحكم و السياسة بمعونة من دهاقين المدن الذين تحولوا إلى العمل كوسطاء بين الحكام الفاتحين و بين العامة الفرس الخاضعين للسلطة الجديدة مقابل الإبقاء على رواتبهم و على سلطاتهم الدينية و الاجتماعية على أبناء جلدتهم في ما عدا المواضيع المتعلقة بالقضاء. 2 – منع جميع الفرس من حمل السلاح أو الانخراط في الجيوش إلا أن يدخلوا في الإسلام و تحولوا جميعا حتى من أسلم منهم إلى أتباع و عبيد للسادة الفاتحين و صار إسمهم (الموالي) و لم يعد الفارسي ينتسب حتى إلى عائلته و إنما إلى قبيلة السيد العربي الذي يملك قريته أو الحي الذي يقطن فيه و صار إسمه الأول فلان بن فلان و إسمه الثاني مولى بني فلان (من العرب) و طبعا ظلت علاقة الفارسي بسيده العربي تمر عبر الوسيط الفارسي الإقطاعي السابق (الدهقان) و بسبب هذا الوضع صار الفاتحون العرب كلهم كبيرهم و صغيرهم يعتمدون ماليا على عائدات الضرائب الفارسية و ملكوا البلاد و العباد بسلطة السلاح و شرعية الدين في آن معا. 3 – بقيت الوظائف الإدارية و الإجرائية بيد الفرس و لكنهم حرموا من كتابة التسجيلات الإدارية بأبجديتهم و لغتهم و بالتدريج راح تراثهم الثقافي ضحية الأبجدية العربية و التراث العربي. هذه الحالة التي آل إليها شعب الامبراطورية العظمى – ذات التاريخ المجيد الممتد لآلاف السنين و العقيدة التفوقية- تعتبر حالة مهينة جدا حسب المقاييس السياسية و القبول بها يحتاج إلى جرعات كبيرة من التصديق و الإيمان العميق بدين الفاتحين. لقد تقبلت الأكثرية الساحقة من الفرس القاطنين في داخل بلاد فارس “دين الإسلام” برحابة صدر و صدق كامل حتى تحول “الزرادشتيون” إلى أقلية محدودة عديمة التأثير , إلا أن فريقا كبيرا من (الفرس) خاصة أولئك الذين كانوا يعيشون خارج بلاد فارس و تحديدا في محيط عاصمة الامبراطورية الفارسية (المدائن) لم يكونوا مقتنعين بالتغيير الذي حدث. عدم اقتناع (الفرس) القاطنين حول (المدائن )(العراق حاليا) بالتغييرات الحاصلة يعود لسببين: 1 -قرب هؤلاء السكان من مركز الحكم و من الطبقات الحاكمة (الساسانية)و عمق إيمانهم بالتعاليم الدينية (الزرادشتية) و بتراث التقاليد الاجتماعية و السياسية للامبراطورية البائدة. 2- احتقار هؤلاء (الفرس) الشديد جدا للعرب الذين كانوا يشكلون السكان الأصليين لمنطقة محيط (المدائن) – العراق حاليا – ثم حقدهم الرهيب على “العرب المسلمين” ذلك أنهم يعتبرون الفتح الإسلامي مجرد تمرد للأتباع الهمج على أسيادهم الراقين المتحضرين. هذا الحقد و هذا الاحتقار نتجا عن تاريخ طويل من الصراع و الاحتكاك العدواني بين “فرس العراق” و بين قبائل عرب نجد و بادية الفرات. هذا الموقف السلبي لم يشاركهم فيه معظم (الفرس) الساكنين في أعماق “بلاد فارس” الأصلية ذلك أن احتكاكهم بالعرب لم يحصل قبل زمن الفتح الإسلامي , و لذلك أسلم (فرس الداخل) بصدق و حسن إسلامهم و نقلوا الإسلام بأمانة و قوة إلى الأمم التي وراءهم حتى أوصلوه إلى أقصى جنوب الهند و التاريخ الفارسي و تاريخ منطقة جنوب و غرب و أواسط آسية يروي لنا السير المضيئة للأسر الفارسية المسلمة التي أسست ممالك إسلامية في تلك البقاع و نشرت الدين و الثقافة الإسلامية بكل قوة و روعة. المقاومة اليهودية الطويلة الأمد لعدد من القرون رزح “اليهود تحت حكم الاحتلال الروماني و مارسوا ضد هذا الاحتلال أشكالا كثيرة من طرق المقاومة السلمية و الحربية و بسبب هذه المقاومة تمكن اليهود من الحفاظ على خصوصيتهم و ثقافتهم و تمكنوا حتى من الحفاظ على سجلات أنسابهم و سلالاتهم بالرغم من الطغيان السياسي و الثقافي الذي مارسه الرومان في مستعمراتهم و منها “فلسطين”.و عندما ظهر الإسلام في الجزيرة العربية قاوم “اليهود” السلطة الإسلامية الناشئة و حاربوها بكافة الوسائل التي خبروها و مارسوها طويلا , و بالرغم من الفشل الذريع الذي باءت به جهودهم المبكرة لتقويض الدولة الإسلامية و إفشال مشروعها إلا أن هذا الفشل لم يسبب لهم اليأس و لم يتخلى اليهود أبدا عن مقاومة الدين الجديد. تواجد اليهود في عدة أقاليم خضعت للدولة الإسلامية ,إلا أنهم لم يكونوا يجدون أذانا صاغية لتحريضهم على هذه الدولة لدى أكثر الشعوب التي وقعت تحت الحكم الإسلامي ,ذلك أن هذه الشعوب كانت تملك سجلا سيئا من العلاقات العدائية مع اليهود . هذا السجل سببه أن اليهود كانوا يستحلون كافة المحرمات (الاغتيال – الكذب – الاحتيال المالي – كافة أنواع الخدع – التجارة القذرة ) في معاملاتهم مع محيطهم من الشعوب التي ساكنوها إثر تشتيتهم على يد الرومان. هذا الاستحلال للمحرمات كان مصدره التشريعي الأساس “قواعد الاشتباك الحربية بين المقاومين و المحتلين” إذ بموجب هذه القواعد يستحل المقاوم كل الوسائل الممكنة (حتى المحرم منها في زمن الحرب) لخداع العدو و شل تفكير قادته و استنزاف قدراته و إرباك حركته و كسر صفوفه مع الحفاظ على أمن المقاوم و سرية هويته منذ لحظة إعداده للعمل المقاوم و إلى ما بعد عودته منه , و طبعا هذه القواعد تسري على العدو المحتل و على المدنيين الموالين لهذا العدو. و أود أن أنبه إلى أن هذه القواعد غير موجودة في الشريعة الإسلامية إلا في مواضع محدودة جدا (الأسير الهارب) و لا يوجد في الإسلام أي شيء يشير إلى فكرة أو آليات ما يسمى اليوم (المقاومة) و ذلك لأن الإسلام يبني قواعد التشريع الافتراضية على أن العالم الإسلامي سيبقى دوما التجمع البشري الأكبر على وجه الأرض ، و لذلك نجد أن القواعد الشرعية للاشتباك مع العدو تنحصر في حالتي (جهاد الدفع) و (جهاد الطلب) فقط و يندب للمسلمين في الأراضي التي تعرضت لغزو العدو غير المسلم النزوح إلى مناطق حكم المسلمين و تناط مهمة استعادة الأرض المفقودة بسلاطين المسلمين المجاورين لهذه الأرض فقط. لقد مارس اليهود (المقاومة) ضد الرومان بإرشاد و قيادة زعمائهم الروحيين و لقد أصدر هؤلاء الزعماء الفتاوى الاستثنائية الكثيرة التي تسهل للمقاومين مهماتهم و تيسر لهم تمويه حركتهم ، فما كان يراه غير اليهود غدرا كان يراه اليهود عقابا مشروعا , و ما كان يراه غير اليهود ربا فاحشا و غبنا و نصبا و احتيالا كان يراه اليهود غنائم حربية , و ما كان يراه غير اليهود دياثة و تجارة بغاء كان يراه اليهود عمليات (مخابراتية) و اختراقات أمنية في صفوف العدو , و ما كان يراه غير اليهود دسائس و إشاعات و شبه مضللة و إثارة فتن كان يراه اليهود (إعلاما حربيا). إلا أن مرور الزمن و تشتت اليهود جعل هذه الفتاوى الاستثنائية تتحول إلى قواعد ثابتة بين اليهود و سائر الناس من حولهم و تحولت القواعد الأخلاقية (الوصايا العشر) إلى استثناءات لا تجوز ممارستها إلا بين اليهود , و وصل الحال إلى درجة أن كل يهودي تقريبا كان يمارس و يولّد حالة تشبه الإباحية المطلقة ماليا و جنسيا و أخلاقيا في محيطه غير اليهودي بما يشبه بؤرة الوباء الاجتماعي و الأمني و هذا بالضبط كان دوما السبب في تعرضهم إلى حملات متكررة من الإبادة و التهجير على أيدي سلطات الشعوب التي استضافت شتاتهم. الفرس و الإباحية: الإباحية المالية و الجنسية جزء لا يتجزأ من تراث و تاريخ الامبراطورية الفارسية , بشكل تصاعدي صدرت تباعا التشريعات التي أباحت للعامة معاملات مالية و جنسية كانت محرمة في تعاليم زرادشت (مؤسس المجوسية) و لقد وصل الأمر ذات مرة إلى أن اعتنق أحد الأكاسرة و يدعى (قباذ)الإباحية دينا و أجبر الامبراطورية كلها على اعتناقه و ذلك وفقا لنصيحة فيلسوف فارسي يدعى “مزدك” و عاشت بلاد إيران في إباحية وحشية مطلقة حتى اختلطت الأنساب و ضاعت الأملاك و سادت الفوضى مدة زادت على أربعين عاما حسب ما روى المؤرخون ، و على الرغم من انحسار هذه الموجة إلا أن الفكر المانوي بقي جزءا و ملهما أساسيا للفكر الفارسي إلى يومنا هذا. الفرس و اليهود و مقاومة العدو المشترك (السلطة الإسلامية) : أمراء الفرس و قادتهم صاروا عبيدا عند العرب المسلمين و طبعا تضاعفت أحقادهم و نقمتهم على الأعراب الأجلاف و صار كل منهم يتحين الفرصة للانتقام من الغزاة الفاتحين . التقى كثير من هؤلاء الأمراء السابقين بعدد من الأحبار و نظرا لقلة الأفكار المسبقة لديهم عن اليهود لم يجد هؤلاء الأمراء مانعا من التعاون مع اليهود و الاستفادة من خبرتهم طالما أن الهدف مشترك و العدو واحد. و بسبب انعدام خبرة المسلمين الأمنية و الحالة الروحية المثالية التي كانوا يعيشونها في بداية العصر الأول أثمر التعاون اليهودي الفارسي مبكرا و بتدبير من أمير فارسي أسير و حبر يهودي (ادعى الإسلام) تمكن “أبو لؤلؤة” المجوسي الفارسي من اغتيال مدمر الامبراطورية الفارسية و رأس الدولة الإسلامية الخليفة (عمر بن الخطاب) رضي الله عنه. كان هذا الاغتيال نجاحا كبيرا لهذا التحالف مهد لاختراقات كبرى حصلت بعده و أسفرت عن إلحاق (عثمان بن عفان) و (علي بن أبي طالب) رضي الله عنهما بعمر اغتيالا و أشعلت حربا أهلية إسلامية بين الهاشميين و الأمويين استمرت خمسة أعوام أودت بالخلافة الراشدية و أرجعت الإمبراطورية الإسلامية من حالة المثالية الرسالية إلى حالة المملكة الوراثية التقليدية الأوتوقراطية. كان للسياسة التعسفية التي انتهجها الأمويون بعد انتصارهم على الهاشميين في العراق فائدة كبيرة للتحالف(الكسروي) الفارسي اليهودي , ذلك أن هذه السياسة القمعية تسببت بولادة شريحة من (السادة الفاتحين العرب المسلمين) تحقد على الحكم الأموي و تسعى للقضاء على هذا الحكم. هؤلاء العرب الناقمون على الدولة و الذين يقطنون جميعا في (العراق) أصبحت لديهم أيضا مقاومتهم الخاصة و لكن هذه المقاومة كانت تختلف كثيرا عن مقاومة التحالف (اليهودي الكسروي) إلا أنها تلتقي مع هذا التحالف في كونها تعادي الحكم القائم حتى الموت , تلتقي أيضا مع هذا التحالف في كونها يجب أن تكون سرية و بعيدة عن الأنظار. العرب المسلمون الناقمون كانوا يعتقدون ببطلان شرعية “الحكم الأموي” القائم و ببطلان سياسة “ولاية العهد” و يرى قسم من هؤلاء المسلمين الساخطين أن الحكم الوراثي مقبول إلا أن صاحب الحق الشرعي في السلطة هم “الهاشميون” و أقلية من هؤلاء العرب كانت تعتقد بحصرية هذا الحق بأحفاد “الحسين بن علي بن أبي طالب” (رضي الله عنهما) و ذلك لأسباب وراثية و عاطفية تتعلق بالطريقة المأساوية التي انتهت بها “ثورة الحسين” (رضي الله عنه) و بأساس الصراع (الأموي- الهاشمي) و الذي كان يقوده “علي بن أبي طالب” (رضي الله عنه) من الجهة الهاشمية. و هذه كانت نقطة اللقاء بين (التحالف الكسروي اليهودي) و بين الإسلام و المسلمين. لم يكن هذا اللقاء لقاءاً آنيا و لكنه كان عملية تلاقح طويلة و معقدة جدا بين أفكار و ثقافات و ديانات استمرت عقودا طويلة و تراكمت مع مرور الوقت لتنتج فيما بعد ما يسمى اليوم بـ (التشيع الإمامي الاثني عشري) .إن شرح تفاصيل هذا اللقاء يستلزم إعداد عدة رسائل دكتوراه في التاريخ و الفلسفة و مقارنة الأديان و نحن لسنا في هذا الوارد و لكننا سنحاول هنا أن نوضح صورة عامة لجذور هذا اللقاء و بعض نتائجه و انعكاساته على وضع “لبنان” كمثال منذ عام 1971 و حتى يومنا هذا. مشاكل عقائدية : الفرس (الكسرويون) الذين يؤمنون بـ”ألوهية الملوك” و بتفوق عنصرهم على بقية البشر وقعوا في ذهول كبير نتيجة لسقوط امبراطوريتهم المقدسة ، لقد كانوا يعتقدون أنها امبراطورية الإله و لا يمكن لإله أن يقهر !! لقد تعرض اليهود لهذا الإشكال يوم أن سقطت مملكتهم المقدسة على أيدي الكلدانيين و من بعدهم الرومان و لكنهم وجدوا له حلا من خلال هذا المبرر: “لقد غضب الرّب على شعبه المختار و قرر أن يحرمهم من مملكتهم (البشرية – الإلهية) إلى حين عودة المخلصّ, و في ذلك الوقت سيرسل إلى الشعب من يقوم اعوجاجه بالمعجزات الكبرى ثم يبني له مملكته مرة أخرى”. الغيبة و المخلص :بعد سقوط “مملكة اليهود المقدسة” على يد الكلدانيين حدث ما يلي: غاب “عزرا” (العزير) عن بيته مائة عام بأسرها ثم عاد إلى الشعب حاملا “الخلاص” و أملى على الأحبار (التوراة) رسالة الله إلى موسى و أعاد الشعب من الشتات ثم عمر بيت الله مرة أخرى بعد ما هجر و تخرب. و من هنا استنتج الأحبار ما يلي : المخلص لا يأتي على مرحلة واحدة و إنما على مرحلتين المرحلة الأولى يعيش فيها المخلص مع الأمة ثم يغيب مدة طويلة قد تستمر قرونا ثم يعود محملا بالمعجزات و العجائب الكبرى ليخلص الأمة. المخلص :استسلم (الكسرويون) و بعد الكثير الكثير من أعمال التمرد العسكرية و السياسية التي حملت الطابع الديني “الزرادشتي” لحقيقتين مفادهما : (إن تغلب العقيدة الزرادشتية على العقيدة الإسلامية أمر مستحيل ) و (إن عودة كسرى إلى عرشه أمر مستحيل).و لذلك تخلى هؤلاء عن الأعمال العسكرية المباشرة في مرحلة مبكرة جدا من تاريخ مقاومتهم للوجود الإسلامي و قرر بعضهم الإستسلام للأمر للواقع بينما قرر بعضهم الآخر – خاصة فلاحوا ودهاقين الفرس في “العراق”- الإصغاء جيدا للحلفاء الجدد “اليهود”.و بالفعل صمم اليهود لـ (فرس العراق) مخلصا وفق الشروط و المقاييس الكسروية , و يحتوي أيضا على كافة مواصفات “المخلص اليهودي” و وجدوا له إسما ونسبا إسلاميا عريقا جداً. و اخترع اليهود حلا للإشكال العقائدي الذي وقع فيه “الكسرويون” بالشكل التالي: {إن الإله الأكبر قرر أن يرسل دينا قويما و عقيدة صحيحة على يد “محمد” صلى الله عليه و سلم ، و لكنها ضاعت و اضطهدت مبكرا على يد (العرب الأجلاف) و لكنها ستعود للظهور لتضم كل شعوب الأرض إلى “المملكة المقدسة الفارسية” و لقد عهد الإله بمهمة حمل و احتكار رعاية هذه العقيدة إلى أسرة (عربية – فارسية) مقدسة نتجت عن اختلاط الأسرة العربية المقدسة (الهاشميون) بالأسرة الفارسية المقدسة (الساسانيون) لتشكل أسرة مقدسة مشتركة هي “أسرة السادة العلويين الحسينيين” ، أي تحديدا أحفاد “علي بن الحسين” المولود لأم فارسية من الأسرة الساساني}. و يختار الإله بطريقة التوريث شخصا واحدا من هذه الأسرة ليكون هو الحاكم الشرعي الأوحد للأمة الجديدة و يعطيه مؤهلات “الملك الإله” و لكنه أجّل تولي هذا الملك الشرعي لعرش المملكة إلى حين إكتمال الشروط المناسبة لظهور دولته المقدسة العالمية. هذا الظهور سيمهد له أنصار هذه الأسرة ضمن آلية تحددها العقيدة الدينية السرية , ذلك أن العرب الأجلاف رفضوا الاعتراف بحكم هذه الأسرة في عهد ملكيها الأوليين “علي بن أبي طالب” و “الحسن بن علي” رضي الله عنهما. و حتى يبقى الباب مفتوحا بين “الكسرويين” و “اليهود” أعطى اليهود هذا المخلص وصفا خاصا بـ “مخلص اليهود” و هو الشريعة القضائية ذلك أن المخلص (الكسروي) سيحكم حين ظهور دولته بحكم “داود” عليه الصلاة و السلام. و هنا وقع إشكال عقائدي كبير لا بد له من الظهور في أذهان العامة: سؤال :طالما أن هذا الدين القويم نزل على العرب و آمنوا به في بداية نزوله فلماذا عادوا و جحدوا هذا الدين و حاربوا ملوكه المقدسين و لماذا يتحول الإيمان بالمخلص إلى إيمان سري ممنوع ملاحق !؟؟ تفتق العقل اليهودي عن جواب لبّى متطلبات الحقد و الاحتقار (الكسروي) نحوالفاتحين العرب المسلمين الأوائل و استمد عناصره الهامة من التراث الفارسي (الكسروي) المليء بقصص دسائس القصور و النبلاء و النهايات المأساوية للملوك الرحماء العادلين على أيدي الأمراء الأشرار و الوزراء الخونة المتآمرين. الجواب : لقد انضم عدد من أبناء الأسر العربية القرشية النبيلة (العشرة المبشرون بالجنة)إلى الدين الجديد على أمل أن تفوز أسرهم بحكم المملكة المقدسة الجديدة و لما علموا أن القداسة الملكية ذهبت إلى “علي بن أبي طالب” و أسرته حسدوه و تآمروا عليه و أقصوه عن السلطة , ثم حرفوا تعاليم الدين الجديد و محوا من كتبه العبارات التي تنص على حصر الوراثة الملكية بـ “علي بن أبي طالب” و أسرته , فصاروا بذلك ملاعين , و لما تبعهم عامة العرب المسلمون في ما ذهبوا إليه و أطبقوا على جحود حق الأسرة العلوية لعنهم الإله الأكبر جميعا و جعل لعنهم عبادة يتقرب بها إليه. و بناء على هذا فإن الإله الأكبر قرر أن يظهر للعرب عينة صغيرة من عدل و رحمة ملوك هذه السلالة المقدسة و لكن لفترة قصيرة و هي مدة خلافة “علي” رضي الله عنه ثم أعطاهم فرصة أخيرة يوم خروج “الحسين” رضي الله عنه و لما أمعنوا في عنادهم قرر أن يلعنهم جميعا و أن يخفي هؤلاء الملوك المقدسين و عقيدتهم و أن يجعل بركتها محصورة في أنصارها المتوارين عن الأنظار, هؤلاء الأنصار الذين ينشرون هذه العقيدة سراً و يلتزمون الولاء لهؤلاء الملوك المقدسين الشرعيين الغير متوجين. أنها ذات الرواية اليهودية عن الأسرة السليمانية و تمهيد الأرض لعودة المسيح الداودي ليحكم العالم و يجعل منه المملكة العبرية المقدسة الإلهية المثالية , مع بعض التعديلات في الأشخاص و الأماكن والشكليات حتى تتناسب القصة مع الواقع “الكسروي”.و هكذا وجد (الكسرويون) المبررات العقائدية لإقناع العامة منهم بعدم شرعية الامبراطورية الإسلامية و ذلك باستعمال أفكار و عقائد ألبسوها ثيابا إسلامية و استطاعوا استنادا إلى هذه العقائد إطلاق مقاومة طويلة الأمد للوجود الإسلامي بحد ذاته. هذه المقاومة الكسروية أطلقها مؤسسوا (الإسلام الكسروي) بذريعة تمهيد الظروف و إعداد الأرض لعودة (المخلص الكسروي) ليملأ الأرض عدلا فارسيا ساسانيا يهوديا بعدما ملئت ظلما عربيا إسلاميا. المقاومة الكسروية الطويلة الأمد :لنتحدث قليلا عن قواعد الاشتباك التي تحكم عمل المقاومين و التي صممها أحبار اليهود أساسا: تختصر هذه القواعد بجملة واحدة : (لا توجد حدود أخلاقية أو عسكرية تحد من حرية المقاوم).لا توجد ضوابط و أخلاق تحد عمل المقاوم فحتى لو وصل الأمر إلى حد التضحية بحياة أناس أبرياء من نفس الأمة التي تقاوم على يد المقاومين من هذه الأمة فإن هذا الاحتمال لا يكون عائقا أمام عمل المقاومين و يعتبر هؤلاء الضحايا العزل من أعظم الشهداء الذين تفخر بهم الأمة لاحقا بعد أن تتحرر و يصبح الغزو ذكرى أليمة. (الكذب و الافتراء و إثارة الأحقاد) مباح في الحرب عموما و في عمل المقاومة يعتبر الوسيلة الأساس التي تعتمدها خطط المقاومة و تصرفات المقاومين و هو ضروري لافتعال المشاكل المربكة و نشر التضليل في صفوف العدو و إرباك خططه و ضعضعة صفوفه و أيضا تعتبر هذه الأعمال مفيدة جدا لحشد الأمة المقاومة و تحريض أبنائها على العدو. (التمويه و الخداع) يسمى هذا الخلق في أعراف السلم (نفاق) و هو أن يظهر الإنسان غير ما يبطن و لا بد مثلا للمقاوم من أن يضحك في وجه الجندي المحتل حتى يتمكن من الإقتراب منه بحيث يغرز سكينه في أضلاعه دون أن يتيح الفرصة لهذا الجندي كي يستعمل أسلحته القوية أو يطلب مساعدة رفاقه الجنود للدفاع عن حياته , وطبعا من الأفضل للمقاوم أن يتحدث لغة الأعداء و أن يلبس زيهم و أن يتظاهر بالصلاة معهم على دينهم إذا اقتضى الأمر. (إيقاع أكبر قدر ممكن من الخسائر المادية) هذا يعتبر في عرف السلم (تخريباً) و لكنه يعتبر عملاً أساسيًا من أعمال المقاومة التي تحرم العدو من المؤن و الإيواء الآمن و الإمداد اللوجستي اللازم للقدرة على القتال , و على سبيل المثال تعتبر جريمة القتل الجماعي بتسميم مصادر المياه عملا رائعا و ضربة معلم في مقاييس العمل المقاوم. (السلب و السرقة و الاختلاس) يراها المقاومون استردادا للحق المسلوب و غنائم حرب ضرورية لاستمرار الحرب الخفية التي يشنونها على عدوهم . (الإبادة الجماعية و التطهير العرقي و الديني) تعتبر نصرا مؤزرا في أعمال المقاومين حتى ولو طاولت هذه الأعمال أبرياء و مدنيين و نساء و أطفالا و تسمى في العرف الحربي المقاوم (حسم مادة العدو). (الاغتيال) يعتبر في عرف الأخلاق غدراً معيباً و لكنه يعتبر عملاً بطولياً مؤثراً جداً في أعراف المقاومة و سلاحاً من أكثر الأسلحة فتكاً في معنويات العدو و كوادره. حتى الرذائل و الفواحش تعتبر مسموحة في قواعد الاشتباك التي تحكم تصرفات المقاومين إلا أنها تستعمل في نطاق مخصوص و مغطى في أكثر الأحيان و تعتبر من الملاجيء الأخيرة التي يستعملها المقاومون و إن بغير فخر و اعتزاز لدى بعض الشعوب (باستثناء الشيعة طبعا). مثلا الزواج من الوثنيين يعتبر زنا في الشريعة اليهودية إلا أن (مردخاي) سهل زواج (أستير) سليلة الأنبياء من (كورش) الوثني حتى يحقق من خلالها اختراقا للعرش الفارسي. الجذور و الأغصان و الثمار: قدمنا في هذه العجالة لجذور نشأة المقاومة (الكسروية) للوجود الإسلامي و ننتقل هنا إلى ثمار هذه المقاومة و أماكن تواجدها و مجالات عملها في تاريخنا الماضي و في عالمنا الحاضر. بعد يأسهم من القضاء على الإسلام بقوة الزرادشت و الزرادشتية قرر (الكسرويون) اعتماد أسلوب (شاؤل أو بولس الرسول) الذي استعمله اليهود للقضاء على المسيحية و هذا الأسلوب يعتمد على اختراق الإسلام من داخله و بشكل عمودي من خلال إنتاج نسخة سلبية للإسلام يقاتل أتباعها أهل الحصن الإسلامي من داخله و هم يلبسون ثياب المسلمين و يتسمون بأسماءهم و يصيحون عليهم “الله أكبر”.هذه النسخة السلبية من الإسلام تألفت أساسا من عقائد إسلامية جرى تحويرها و تعديلها بشكل لا يقطع صلتها بأشكالها الأصلية و يجعل منها في ذات الوقت أداة تحقق الأهداف التالية: 1 -ترتيب أتباع هذه النسخة المزيفة بنفس الترتيب الديني الكسروي لضمان الحفاظ على طاعتهم العمياء لقياداتهم. 2- إرساء عداوة شديدة تصل إلى درجة القداسة و العبادة , تكون مستمرة غير قابلة للمساومة بين أتباع هذه النسخة الكسروية للإسلام و بين أهل الملة الحنيفية السمحة. 3- تغطية أتباع هذه الإسلام المزيف إلى أقصى درجة و منع تمييزهم بالعين المجردة عن أتباع الدين الحنيف. 4- تحريض أتباع الإسلام (الكسروي) على ممارسة عداوتهم للإسلام و أهله ضمن قواعد مفتوحة للإشتباك (المقاومة). و لنستعرض بسرعة كيف حققت النسخة الكسروية السلبية للإسلام الأهداف الأربعة السابقة: الهدف الأول : ترتيب أتباع هذه النسخة المزيفة بنفس الترتيب الديني الكسروي لضمان الحفاظ على طاعتهم العمياء لقياداتهم. زعمت النسخة الكسروية أن البشر ينقسمون إلى قسمين : المعصومون أناس غير عاديين تجري في عروقهم دماء الأسرة الملكية الجديدة (العربية – الفارسية) و هم أحفاد (علي بن الحسين) رضي الله عنهما. في الواقع لم يكن لهؤلاء المعصومين أية صلة بالكسرويين لأنهم كانوا من أبناء الأسرة العربية الهاشمية العريقة و كانوا يعيشون عيشة أبناء الأسر الحاكمة بكل معنى الكلمة , وبالرغم من تعرض بعضهم للحبس الإقامة الجبرية على يد أقاربهم من الخلفاء الأمويين و العباسيين – على خلفية الصراع على السلطة – إلا أن بقيتهم كانوا يعيشون بعيدا عن العامة في قصور شبيهة بقصور الحكام بل إن بعضهم كان يعيش في قصور الخلفاء مثل (علي بن موسى بن جعفر) الذي يلقبه الكسرويون (الرضا) و أبناؤه و أحفاده الذين كانوا يعيشون في قصور “سامراء” و طبعا لم يكن هؤلاء المعصومون المزعومون يؤمنون بعصمة أنفسهم. بسبب أن زبائنه الأساسيين كانوا من “الفرس” الذين لا يعرفون العربية و يعيشون في قعر المجتمع بعيدا عن الطبقة الحاكمة العربية فقد تمكن جهاز الدعاية (اليهودية – الكسروية) من اختلاق “تراث مفترى” على ألسنة هؤلاء المعصومين المزعومين, هذا التراث المفترى شكل في الواقع المصدر الأساسي للكل التراث الديني و السياسي للنسخة الكسروية المخترعة من الإسلام. احتلت الأقوال المخترعة على ألسنة الأئمة المزعومين المعصومين المكانة المقدسة الأولى لدى أتباع “الإسلام الكسروي” و ذلك أن هذه الأقوال لم تكن صدرت عن بشر من لحم و دم و إنما هي وحي من الإله الأكبرلهؤلاء المقدسين المعصومين عن أخطاء البشر من مهدهم إلى لحدهم ، و هذا ليس غريبا طبعا عن تكوين مزعوم لهؤلاء المعصومين ناشيء أساسا من أقانيم نورانية زعم الشيعة أنها وجدت أزلا مع الإله الخالق نفسه و تشترك معه في صفات ألوهية تامة مثل الخلق و القدرة و العلم … إلخ تفسير القرآن و استنباط الأحكام و تحديد الحلال و الحرام و تمييز الحق و الباطل تؤخذ فقط من “أقوال المعصومين” ذلك أنها تصدر من الإله الذي أنزل القرآن , و من يعرف أحكام القرآن و الحلال و الحرام و الحق و الباطل أكثر من الإله؟!! طبعا اخترع أشخاص دهاة ماكرون “أقوال المعصومين” هذه وكانت لهؤلاء المقاومين مرجعية واحدة أو مرجعيات قليلة متعددة و متوارية عن الأنظار , و هؤلاء الأشخاص كانوا على إلمام واسع بطبيعة العامة من الفرس و أيضا كان لديهم اطلاع وافٍ على الإسلام و تراثه الثقافي. و بفضل استعمالهم لمزيج من سحر أسطورة القداسة الملكية الكسروي و خيال الميثولوجيا الفارسية و اليهودية الواسع و موسيقى سجع البديع اللفظي العربي استطاع هؤلاء المؤلفون الدينيون الكسرويون أن يسودوا آلاف الصفحات و أن يقنعوا العامة من (فرس العراق) أن هذه الصفحات تضم أقوال و أفعال و فتاوى أطهر و أشرف البشر الذين سكنوا الأرض في تاريخها المديد (الأئمة المعصومون).طبعا لم يكن هؤلاء المعصومون ممن يخطب و يدرس الناس على الملأ و هذا يرجع في الحقيقة إلى مكانتهم السياسية و الاجتماعية الرفيعة و إلى الظروف السياسية الدقيقة التي كانوا يعيشون في ظلها , و هذا الوضع منح واضعي (التشيع) هامشا واسعا لتزييف الأقوال على ألسنة معصوميهم و منحهم أيضا الفرصة لانتحال مكانة تشبه مكانة هؤلاء المعصومين إن لم تزد عليها في الواقع العملي. و نظرا لتعذر التلقي المباشر عن المعصومين زعم مؤلفوا تراث (الإسلام الكسروي) أنهم مفوضون نيابة عن المعصومين بقيادة أتباع هذا الإسلام المخترع وفق قواعد صارمة اقتبست بحرفية غريبة من الترتيب الديني الزرادشتي الذي يقسم المجتمع إلى قادة دينيين يحق لهم الإفتاء و الإرشاد و التخطيط للأمة و القسم الثاني هو العامة الذين ينحصر تكليفهم في إطاعة أوامر “السادة الفقهاء” و أداء المكوس السنوية إليهم. “السادة الفقهاء” هو الإسم الجديد لطبقة الدهاقين الجديدة التي لبست عمائم إسلامية و تسمت بأسماء إسلامية و ادعت احتكار معرفة أحكام و تراث “الإسلام الحقيقي” (الإسلام الكسروي) و تولت القيادة المطلقة للمسلمين الحقيقيين بزعمها و هم ((الشيعة)) و هو الإسم الجديد لعوام الفرس الكسرويين الذين يؤمنون بأنهم هم المسلمون الحقيقيون و من عداهم من البشر مجرد خليط من الكفار و المرتدين الناصبة الملاعين و أبناء “الزنا” و هذا مأخوذ من عقيدة اليهود التي تقسم البشر إلى شعب الله المختار و هم اليهود و “الجوييم” أي البشر المخلوقين من نطاف الحصان و هم بقية بني البشر. يتمتع هؤلاء “السادة الفقهاء” بسلطة مطلقة على أتباعهم جعلت منهم “المعصومين بدلا عن المعصومين” إذ يجب على العامي أن يقلد أحد هؤلاء “السادة الفقهاء” في جميع فتاواه و أن لا يحيد عنها إلا إلى تقليد كامل لـ”سيد فقيه” آخر. و لهؤلاء “السادة” بالطبع إمكانيات خارقة و الويل كل الويل لمن تحل عليه لعنة أحد هؤلاء السادة ذلك أن هؤلاء “السادة” من نسل “علي بن الحسين” سليل البيت الملكي العربي و البيت الملكي الساساني , و لعل هذا هو السبب الذي جعل جميع هؤلاء “السادة الفقهاء” من الفرس مع أنهم في نفس الوقت عرب لا بل هاشميون محمديون علويون !!!!؟؟؟؟؟…. و بتثبيت سلطة هؤلاء “السادة الفقهاء” “الدهاقين الفرس المستعربين” يكون الدور الحقيقي لأشخاص الأئمة المعصومين هو مجرد مكانة صورية تنسب إليها سلطة المرجعية التي فوضت بكاملها لنوابهم “السادة الفقهاء ملالي الحوزات”. انقسم (الإسلام الكسروي) بعد مرور قرن على تأسيسه إلى قسمين كبيرين تفرعت منهما فروع كثيرة: 1 -القسم الشيعي الإمامي المطلق و أهم فروعه الاسماعيلية الذين يقولون أن العصمة كانت لاسماعيل بن جعفر بن محمد و هم يزعمون أن هذه العصمة لا تزال موجودة إلى يومنا هذا و يتمتع بها اليوم (آغا خان) إلا أن سلطة هذه العصمة عمليا في يد الفقهاء الذين يملون على معصومهم ما يشاؤون مما اتفقوا عليه من الفتاوى و التعاليم , و هذا الفرع لم يعد يهتم لفكرة الخلاص و المخلص و التمهيد لظهوره منذ عدة قرون.2 – القسم الشيعي الإمامي الاثني عشري و هذا القسم يزعم أن العصمة هي خاصة يتميز بها اثنا عشر شخصا من آل بيت النبي صلى الله عليه و سلم كان آخرهم الإمام المعصوم الغائب و المخلص الأكبر للإنسانية من الشرور و الملك الإله المزعوم الذي سيجعل من العالم فردوسا أرضيا. إسم هذا المخلص هو “محمد بن الحسن العسكري” و لقد توارى بشكل معجز بعد وفاة أبيه في مدينة سامراء منذ ألف عام ونيف و كان عمره آنذاك عشر سنوات و هو لا يزال يتجول في الأرض مع ثلاثين من خدمه منذ ذلك الوقت بانتظار أن تتهيا الظروف لظهوره و استلامه السلطة الأزلية ليعيد إلى الحياة بقية المعصومين بمن فيهم “النبي محمد صلى الله عليه و سلم”, و لا يزال (الإثني عشرية) ينتظرون ظهوره حتى ساعة إعداد هذا البيان. هذا المعصوم الغائب ترك تفويضا كاملا لـ “السادة الفقهاء” بإدارة شؤون أتباع الديانة و هكذا تحول هو الآخر إلى مجرد مرجعية شكلية لا سلطة سوى سلطة “السادة الفقهاء” , و هكذا تحقق الهدف الأول. الهدف الثاني : إرساء عداوة شديدة تصل إلى درجة القداسة و تكون مستمرة غير قابلة للإماتة بين أتباع هذه النسخة الكسروية للإسلام و بين أهل الملة الحنيفية السمحة. أوجد “السادة الفقهاء” عبادات خاصة جعلوها الواجبات الأساسية لدين (الإثني عشرية) و اخترعوا أقوالا على ألسنة المعصومين تعد المواظبين على هذه العبادات بأعلى المنازل في جنان العالم الآخر و تتوعد الجاحد لها و لقدسيتها بالويل و الثبور و عظائم الأمور. هذه العبادات قوامها الاحتفال بمواسم و ذكريات تتعلق بسيرة “الأئمة المعصومين” و تاريخ معاناتهم الطويل على أيدي الحاقدين عليهم و الناكرين لحقهم من المنافقين النواصب أي من (المسلمين جميعا) حسب زعم “السادة الفقهاء”. و طبعا هذه العبادات تتضمن أدعية و تراتيل يخصص كل منها لمناسبة و ذكرى من هذه الذكريات. هذه الأدعية و التراتيل لا تحتوي في عباراتها و مضمونها إلا على موضوع واحد: (إستثارة حقد و تغيظ المؤدين لهذه العبادات على العرب المسلمين الذين فتحوا العراق و إيران و أسقطوا ملك كسرى). قبل تلاوة التراتيل تروى قصص كثيرة جدا جدا بأسلوب غنائي بكائي مؤثر جدا و مبالغ فيه على طريقة “قصص الهولوكوست” , و تتحدث هذه القصص عن المؤامرات المزعومة التي نصبها الصحابة الكرام لعلي و أهل بيته و عن الجرائم الفظيعة التي ارتكبها هؤلاء الصحابة بقيادة العمرين رضي الله عنهما و ابنتيهما (حفصة و عائشة) رضي الله عنهما بحق الأسرة المقدسة العلوية و المجازر المريعة التي ارتكبت بحق العلويين على يد أبناء عمومتهم الأمويين و العباسيينحتى أنه ليخيل للمستمع لهذه القصص أن جميع المسلمين كان همهم الوحيد و شغلهم الشاغل في حياتهم هو تتبع آثار (علي بن أبي طالب) و أهل بيته و السعي لإبادتهم أو اضطهادهم على طريقة محاكم التفتيش. أدعية الزيارات و المناسبات الجنائزية الشيعية الاثني عشرية ليس فيها الكثير من طلب الخير و المغفرة للمتعبدين بها أو لأحبائهم ذلك أنها تتضمن الكثير جدا من استنزال اللعنات و صب الشتائم بأقذع الألفاظ على الأمة الإسلامية بأسرها بداية من أولها (الشيخان و معهما الصحابة رضوان الله عليهم) و انتهاء بأصغر مسلمة و مسلم يعيشون على وجه الأرض أو دفنوا تحت الأرض أو حتى لم يخلقوا بعد. كثيرة جدا هذه المناسبات بعدد الأئمة المعصومين و بعدد تواريخ ولادتهم و وفياتهم و أربعينياتهم و لا يكاد يخلو شهر من مناسبة أو ذكرى أو أكثر من قبيل ما ذكرنا تتكرر فيها الأدعية السابقة و قصص إثارة الأحقاد و أدعية استنزال اللعنات و لقد تعمد مصمموا هذه المناسبات أن يضمنوا برامجها التعبدية مهرجانات إثارة الحقد ضد المسلمين. حتى أن الذي يحضر هذه المهرجانات ليخيل إليه أن النبي محمدا صلى الله عليه و سلم جاء فقط ليستنزل اللعنات على الذين آمنوا به و ليرسلهم جميعا إلى جهنم تشفيا و حقدا عليهم , و حتى أن المستمع ليظن أن محمدا صلى الله عليه و سلم من مواليد شيراز أو قم و أنه مدفون في أحد أحياء طهران. (اللطميات) و هي الاسم الحالي لهذه المهرجانات هي العبادات الأساسية عند الاثني عشرية و ليس لسواها أية آثار تذكر في الحياة الدينية لأتباع هذه الديانة. لقد بالغ الاثني عشريون كثيرا جدا في تعظيم الأدعية و الشتائم لأصحاب رسول الله و أزواجه صلوات الله عليهم ,حتى بلغوا حدا لم يسبقهم إليه سابق , ففي كتب أدعية تفريج الهموم لا تجد أدعية و تضرعات لله و لكنك تجد شتائم و لعنات تستنزل على مدمري المملكة الكسروية و يزعم مؤلفوا هذه الكتب أن هذه الشتائم و الإكثار منها هي أسرع الوسائل و أفضلها لقبول الدعاء و تفريج الشدائد!!. و بفضل هذا التراث الجنائزي النوحي اللطمي الشتائمي الموسيقي المهرجاني استطاع “السادة الفقهاء” الاثني عشريون الحفاظ على كمية هائلة جدا لا يمكن وصفها من الحقد في نفوس أتباعهم العامة الجهلة تكفيهم في حياتهم و ليورثوها من بعدهم لأولادهم و حتى لأحفادهم. الهدف الثالث: تغطية أتباع هذه النسخة إلى أقصى درجة و منع تمييزهم بالعين المجردة عن أتباع الدين الأصلي الحقيقي الحنيف. لا يرضى أي مسلم مهما كان جاهلا أن يسكت عن مجاهر بشتم مقدساته و متطاول على قدوته في الحياة (رسول الله و صحابته و زوجاته عليهم صلوات الله و سلامه) و طبعا لم يكن لأتباع (الإسلام الكسروي) أن يعيشوا بأمان بين المسلمين إن جهروا بعقائدهم و لذلك كان عليهم أن يخفوا هذه العقائد و أن يظهروا للعلن التزامهم أحكام الإسلام العامة. اقتبس “السادة الفقهاء” دهاقين الاثني عشرية سياسة التخفي اليهودية المعروفة بـ (الباطنية) و أطلقوا عليها إسما إسلاميا مقتبسا من القرآن و هو (التقاة) و أمروا أتباعهم بالالتزام التام بها و جعلوها فرضا أساسيا على أتباعهم , حتى أنهم ينحلون إلى معصوميهم أحاديث كثيرة عن وجوب إخفاء عقائدهم مهما كانت الظروف و لو أدى بهم الأمر إلى ممارسة عبادات من غير ديانتهم مدة غير محدودة. و حتى أنهم نسبوا إلى بعض معصوميهم القول بأن (التقاة) أربعة أخماس دين الاثني عشرية و من لا تقاة له لا دين له. و بناء على هذه السياسة يعتمد الاثني عشريون سياسة إخفاء المراجع و الكتب الدينية الكبرى عن النشر العمومي و ترى أتباع الإسلام الكسروي يجهرون بطلب رضوان الله على الصحابة و أمهات المؤمنين في كل مناسبة علنية يحضرها أناس من غير الاثني عشرية و حين يفترض بأحدهم حضور الصلاة مع المسلمين فإنك تراه يتظاهر بالصلاة معهم و يظهر لهم المودة و المحبة بينما يبطن لهم في نفسه من الأحقاد ما يذيب الجبال الراسيات. إن قواعد التخفي صارمة للغاية و لا يسمح لأحد من الإثني عشرية بتجاوزها و سرعان ما يعلن “السادة الفقهاء” و بأفصح العبارات براءتهم المطلقة من أي شخص يتبع ديانتهم و يتحدث جهرا بعقيدتهم و موقفهم العدائي من المسلمين , فيصفونه بالجاهل و الغبي و المتطرف و ينكرون نسبة ما يقول إلى دينهم أيما إنكار. و هكذا عاشوا بين المسلمين قرونا طويلة يخالطونهم أحيانا و ينعزلون عنهم في أكثر الأحيان إلا أنهم كانوا في الغالب بمأمن من نقمة المسلمين ذلك أنهم كانوا يغطون قلوبهم الحاقدة على الإسلام و أهله بقناع ثخين إسمه “التقاة” (هكذا لفظها العربي الصحيح كما ورد في القرآن الكريم).بفضل هذه التقاة استطاعوا اختراق المجتمع الإسلامي عموديا فوصل الكثيرون منهم إلى أهم المناصب في الدولة الإسلامية و دبروا لها من خلال مناصبهم هذه المكائد و جروا عليها الويلات و المصائب المدمرة و التاريخ حافل بروايات عن هذه الاختراقات بداية من (البرامكة) مرورا بـ (البويهين) و (ابن العلقمي) و (المجلسي) و (جمال الدين الأفغاني) ذو الأسماء و الوجوه و العقائد المتعددة و (ذو الفقار علي بوتو) انتهاء بـ (حافظ أسد) و أسرته. الهدف الرابع : تحريض الشيعة على ممارسة عداوتهم للإسلام و أهله ضمن قواعد مفتوحة للإشتباك (المقاومة).هذا هو الهدف الأساسي الذي سعى له مؤسسوا (التشيع) بمختلف مدارسهم و مذاهبهم و لقد تحقق لهم ما أرادوا من خلال شحنهم المتواصل لأتباعهم بالحقد و النقمة و الرغبة في الثأر , و أيضا من خلال التسهيلات المذهلة التي قدمتها تعاليم التشيع للراغبين بالانتقام من أعداء كسرى و محطمي مملكة فارس المقدسة. هذه التسهيلات شكلت قائمة من قواعد اشتباك مفتوحة لصالح (الشيعة) ضد المسلمين : 1- أول هذه القواعد السماح بالقتل مطلقا: طبعا أيد “السادة الفقهاء” هذه الرخصة المطلقة لأتباعهم بأقوال ملفقة على ألسنة معصوميهم و نورد مثالا عنها هذه الروايات التي اتفقوا على اعتمادها: {عن علي عليه السلام: إن الناس ارتدوا كلهم بعد رسول الله غير ثلاثة “عمار” و “سلمان” و “المقداد”} و طبعا المرتد مهدور الدم و قتله من العبادات. {عن علي بن الحسين أنه أجاب حين سأله سائل: إن لي عليك حقا إلا تخبرني عن هذين الرجلين عن أبي بكر و عمر؟ فقال كافران كافر من أحبهما}.استند “السادة الفقهاء” إلى هذه الروايات و مئات غيرها لإصدار الفتاوى لأتباعهم بإباحة قتل “أهل السنة” كيفما اتفق إلا في حالة تعرض قاتليهم لخطر الانكشاف و الملاحقة و طبعا الوسيلة المفضلة لهذا القتل هي الإغتيال: {سأل أحدهم جعفر الصادق : ما تقول في قتل الناصب (المسلم السني)؟ فأجاب: حلال الدم فإن قدرت أن تقلب عليه حائطا أو تغرقه كي لا يشهد به عليك فافعل. فقال ما تقول في ماله فأجاب: خذ مال الناصب حيث ما وجدته (غنيمة) و ادفع إلينا الخمس}.طبعا لم يجدوا غضاضة في تأليف الروايات عن النبي محمد صلوات الله عليه و سلامه , و هم قد ألفوا على لسانه أنه قال : {إن علامة النواصب تقديم غير علي عليه} و هذا طبعا يجعل لفظ الناصب دالا على جميع المسلمين بما فيهم رسول الله و الصحابة الكرام صلوات الله عليهم جميعاً. و الاغتيال هنا مسموح به إلى أقصى الحدود و مهما بلغ عدد الضحايا من النواصب (المسلمون السنة).{يروي “السادة الفقهاء” عن موسى الكاظم أن أحد المؤمنين (الاثني عشرية) و اسمه “علي بن يقطين” و كان قد اخترق تحت ستار التقية بلاط “هارون الرشيد” حتى صار وزيرا عنده , و تولى مرة أمر سجن فيه خمسمائة من النواصب فأمر غلمانه بهدم السقف قأسقطه عليهم فقتلهم جميعا , ثم إنه جاء إلى الإمام يسأله عما فعل فقال له : لو كنت تقدمت إلي قبل قتلهم لما كان عليك شيء من دمائهم فكفر عن كل رجل قتلته منهم بتيس و التيس خير منه !!}.2 – ثانيها السماح بالسرقة و الخداع و النهب: {سأل أحدهم جعفر الصادق : ما تقول في قتل الناصب؟ فأجاب: حلال الدم فإن قدرت أن تقلب عليه حائطا أو تغرقه كي لا يشهد به عليك فافعل. فقال ما تقول في ماله ؟ فأجاب: خذ مال الناصب حيث ما وجدته و ادفع إلينا الخمس}.طبعا تدمير ما بأيدي النواصب مما لا يمكن الإستيلاء عليه أمر مسموح به من باب أولى , ذلك أن ما يجوز نهبه يجوز إتلافه. و طبعا يلحق بالسرقة الخداع و الاحتيال و خيانة الأمانة و الكذب تحت القسم: {عن جعفر الصادق أنه قال : ما صنعتم من شيء أو حلفتم عليه من يمين في تقية (تقاة) فأنتم منه في سعة (أي في حل)}.و هذا طبعا يلحق به النهي مطلقا عن الوفاء بالعهود و العقود إلا فيما كانت فيه مصلحة يخشى فواتها أو ما كان يخشى من غائلة نقضه. نسوق هذه القصة مثالا على الروايات التي ألفها “فقهاء الشيعة” للتحريض على هذه الأعمال: {سأل ابن يقطين الاثني عشري المتخفي و وزير الرشيد عن حكم عمله عند الرشيد فقال له موسى الكاظم : “إن كنت لا بد فاعلا فاتق أموال الشيعة” فكان ابن يقطين يأخذ من الشيعة في العلن ثم يردها إليهم سراً}. و هذا يعني جواز لا بل وجوب الامتناع عن تسديد الحقوق العامة . 3 – ثالثا تحريم إطاعة القوانين المرعية و الأنظمة العامة: {عن علي بن موسى (الرضى) أنه سئل : كيف نصنع بالخبرين المختلفين ؟ فأجاب : إذا ورد عليكم خبران مختلفان فانظروا إلى ما يخالف فيها العامة (المسلمون السنة) فخذوه ! و انظروا ما يوافق أخبارهم فدعوه !!} .و لقد ألف “دهاقنة الشيعة” روايات كثيرة مثل هذه الرواية التي تأمر “الشيعة” بمخالفة المسلمين في كل أحوالهم. في بداية نشوء هذه المقاومة المجوسية الشيعية لم يكن هناك أي فارق أو فاصل بين الدين و السياسة فالمخالفة في الدين تعني حكما المخالفة في السياسة , و حين تستعرض العبادات و المعاملات و التشريعات في فقه الدين الشيعي تجد أن هذه الأحكام تخالف روح و نصوص التشريعات التي دان لها المسلمون على مدى تاريخهم . لقد بنى مؤسسوا التشيع المتعاقبون أحكام هذا الدين على أساس أن أي حكم يعيشون في ظله حكم باطل و غير شرعي و لا تجوز طاعته ظاهرا و لا باطنا إلا من خلال التقية تفاديا لبطش السلطان. و على هذا الأساس حكم “كهنة الشيعة” ببطلان صلاة الجمعة و الجماعة و أداء الزكاة و منع إقامة الحدود الشرعية و بطلان القضاء و إسقاط فرضية جهاد أعداء الأمة. 4- نشر الاعتقاد باحتقار الآخرين: {عن جعفر الصادق: ” ما من مولود يولد إلا و إبليس من الأبالسة بحضرته فإن علم أنه من شيعتنا حجبه عن ذلك الشيطان و إن لم يكن من شيعتنا أثبت الشيطان إصبعه في دبره فكان مأبونا و ذلك أن الذكر يخرج للوجه فإن كانت امرأة أثبت في فرجها فكانت فاجرة “زانية”) مأبونا : شاذا جنسيا}.أخبار كثيرة كهذه ملأت كتب الدين الشيعي و الهدف منها زرع الاحتقار للآخرين في نفوس أتباعه , و هذا الاحتقار يشرع في اللاوعي كل أذى أو ضرر يمكن أن يوجه إلى غير “الشيعة” مهما كانت ملتهم.5- افتعال المشاكل عبر نشر الوقيعة و الافتراءات : ألف دهاقين الإسلام الكسروي هذا الحديث على لسان النبي صلى الله عليه و سلم و اعتبروه عمدة في سلوك أتباعهم داخل المجتمع الإسلامي الذي يتخفون داخله : {إذا رأيتم أهل البدع و الريب من بعدي (السنة) فأظهروا البراءة منهم و أكثروا من سبهم و القول فيهم ! و الوقيعة ! و باهتوهم ). باهتوهم : افتروا عليهم}و هذا النص يشمل الأمربوجوب التخلي عن مناصرة و إنصاف (المسلمين ) وقت الاحتياج و سبهم و اغتيابهم و الدس لإثارة الخصومات و الافتراء عليهم و تلفيق التهم لهم. هذه العناصر الخمسة السابقة شكلت الخطوط العامة لقواعد الإشتباك مع (المسلمين) و في التفصيلات نجد الكثير من أبواب الأذى و الخداع و القتال السري و العلني التي حض “كهنة الشيعة” أتباعهم على العمل وفقها في حياتهم اليومية و في أمورهم الهامة و في أهدافهم العامة. هذه العناصر شكلت الأساس الأساسي و العمود الفقري لدين و سلوك “الشيعة” مدة زادت على ألف و مائتي عام , و بحكم أن السياسة و الحرب و الحب و الكراهية كانت جميعا جزءا من الدين فإن هذه الحركة المنظمة المقاومة و المعادية للوجود الإسلامي في العراق و إيران تشكلت في قالب ديني حتى في أدق تفاصيلها و هنا المشكلة المعضلة التي يكاد يستحيل حلها. بمراجعة هذه العناصر الآنفة و البحث عن شبيهاتها في عالمنا المعاصر فإننا نفاجأ بما يثير الصدمة و الرعب في آن معا: {جرائم الاغتيال غدرا} تسمى في عالم اليوم (عمليات المقاومة ضد المحتل) و لقد اصطلح بعض السياسيين على تسميتها (الإرهاب).{تحريم إطاعة القوانين و الشرائع الحاكمة} تسمى في عالم اليوم (العصيان المدني).{السماح بالسرقة و النهب و الاحتيال} تسمى في عالم اليوم (الفلتان الأمني).{نشر الافتراءات و الأكاذيب و الشائعات المغرضة}تسمى اليوم في العرف العسكري (الإعلام الحربي) أو (الحرب النفسية). {نشرالاعتقاد باحتقار الآخرين} هو ما يسمى اليوم بـ (التمييز الطائفي أو العنصري).و هذا يوضح أن “الشيعة” في حالة حرب دائمة لا هوادة فيها على الإسلام منذ ألف و مائتين و خمسين و هم يسخرون كل جهودهم و طاقاتاهم لها ضمن الخطة التي رسمها دهاقين و أحبار سواد العراق – التي شرحناها آنفا- و لا تجد قرنا يمر دون أن يكون لهم صولات و جولات سببت كل واحدة من الكوارث و البلايا على الأمة الإسلامية أضعاف ما سببته كل حملات الغزاة من أعداء الأمة على مدى التاريخ بأسره و لا نذيع سرا إن قلنا أن “الشيعة” هم المحرض الأول على كل موجة غزو تعرضت لها أمة الإسلام على مر تاريخها و حتى يومنا هذا. كل المقاومات تنتهي إلا مقاومة الاثني عشرية:يمكن لأية أمة من الأمم أن تشن على أعداءها “حرب استنزاف” ضمن القواعد السابقة في حالة وقوعها تحت الإحتلال , و السجلات الروسية و الفييتنامية و الأفغانية و الجزائرية تروي بفخر الكثير من هذه الممارسات ضد المحتلين الألمان و الأمريكان و السوفييت و الفرنسيين (القتل العشوائي – التخريب – نشر المخدرات – نهب المقدرات), و لكن هذه الممارسات تصبح محرمة و تعود لإعتبارها جرائم كبرى بمجرد زوال الإحتلال , بل إنها تصبح جرائم إذا ما ارتكبت في زمن الهدنة مع المحتلين . و تنتهي العداوات و الحروب و الأعمال العدائية و منها (المقاومة) بمجرد زوال أسبابها أو تحقيق أهدافها و كثيرا ما تحولت أمم متحاربة إلى أمم متوحدة و متجانسة. إلا أن تعاليم ملالي الفرس أججت في نفوس الشيعة عداوة لا نهاية لها و ذلك بسبب توافر أسباب استمرارها و تصاعدها و بسبب عدم تحقق أهداف هذه العداوة ، فهذه الأهداف لا يمكن تحقيقها إلا بإبادة ألف و ستمائة مليون مسلم سني أو تحولهم جميعا إلى أتباع لدين (التشيع).إن هذه العداوة و الأعمال العدوانية المترتبة عليها من قبل الشيعة ضد(المسلمين) ليس ممكنا الانتهاء منها بالتوصل إلى حلول وسط أو إقامة حوارات و عقد اتفاقات أو حتى بالانتصار عليهم في حرب شاملة , لأن “حرب الاستنزاف” الشيعية أصبحت دينا و عبادة راسخة و خوضها يعتبر واجبا مقدسا يجب أداؤه على الشيعة على مدى أوقاتهم.و طالما وجد بقربهم مسلمون غافلون عنهم. إن رسوخ هذه العداوة و ممارسة “حرب الاستنزاف” وصل إلى حد أن انتهاء هذه العداوة يعني انتهاء مبررات وجود الشيعة و انتهاء مبررات وجود دهاقينها (الفقهاء و الملالي) و سلطاتهم الإلهية و امتيازاتهم الخرافية . فلو أقلع الشيعة عن اعتبار (المسلمين) نواصب و غاصبين لحق أهل البيت فلماذا ينتظر الشيعة “المخلّص” المزعوم أو ما يعرف بـ “مهدي السياحة الغائب”, و من هم الذين سيكونون ضحايا مجازره المقدسة التي تحفل كتب الشيعة بالتبشير بها؟؟ و ماذا سيفعلون بأربعة أخماس دينهم (التقاة) ؟؟ إنها (التقاة) التي لا تسقط إلا بظهور “مهدي الشيعة” .و هل سيقبلون إذا بأن القرآن المعروف هو كلام الله المنزل على محمد صلى الله عليه و سلم و سينسون انتظار مصحف فاطمة و هو ثلاثة أضعاف القرآن بزعمهم ؟؟! و الأدهى من ذلك عندهم هل سيقبلون بالسلام و الشراكة مع من يعتبرون عمرا (و هو عند الشيعة شر من إبليس) أميرا للمؤمنين ؟؟؟ و هم يعتبرون أن كل من يرضى بهذه التسمية لغير “علي بن أبي طالب” و أحفاده المعصومين (ناصبيا) مأبونا نجسا حلال الدم و المال !!. ديانة الشيعة تأسست لتكون غطاء للمقاومة الفارسية (العرقية) للوجود العربي الإسلامي و بمرور الزمن تحولت هذه الديانة المؤقتة إلى ديانة مستقرة. ديانة يمارس أتباعها كافة الأعمال العدائية الممكنة ضد المسلمين على أن هذه الأعمال عبادات و قربات إلى آلهة هذه الديانة , و بظهور “الخميني” أصبحت لهذه الديانة امبراطورية تحميها و رسالة عالمية تستهدف تغيير معتقدات ألف و ستمائة مليون سني أو إبادتهم إن أمكن. إن القاريء الباحث لتاريخ هذه الديانة و المطلع على حاضرها و تصرفات قادتها و أتباعها يستطيع أن يرى بوضوح تاج (كسرى) يلمع من خلال تلافيف عمامتي “الخميني” و “خامنئي”, و يستطيع أن يرى السيوف الفارسية تلمع فوق القبضات التي ترفع في مواكب العزاء في بيروت و طهران و بغداد و القطيف و البحرين و حتى في لاجوس و جاكرتا و كراتشي , و حين يهتف أصحاب هذه القبضات (يا لثارات الحسين) يسمع العارف المتحقق أصواتهم الحقيقية تصدر من حناجر جنود “رستم” في سهل القادسية و هي تردد بصوت واحد (يعيش كسرى ساسان) (الموت للعرب) (الموت للهمج). الحزب الإلهي و المقاومة الإلهية و الدولة الإلهية و القادة الآلهة: المقاومة (الكسروخمينية) موجودة الآن على امتداد العالم الإسلامي و تمارس “حرب الاستنزاف” في كل مكان يتواجد فيه أتباع (الدهقان الأكبر المقدس) (ولي الفقيه) و لن أستعرض تاريخها الذي يقطر دما و دمارا في مختلف مراحل التاريخ و مختلف مناطق دنيا الإسلام التي ابتليت بهم. و لكني سأركز هنا على الإفادة من بحثي هذا في تحليل الصورة اللبنانية كنموذج واضح على جميع ما سبق و استقراء واقعها الصحيح و معرفة الحقيقة التي تقف خلف السياسات و الأعمال و التصريحات التي يطلقها (الكسرويون الخمينيون) في لبنان تحديدا و الأهداف الحقيقية التي يسعون إليها و تجاوز الضباب الدخاني الكثيف الذي يطلقونه حولهم لتمويه نواياهم الحقيقية تجاه “لبنان” و أهله و الغايات الحقيقية لأساليبهم التي حار اللبنانيون في تبريريها و فهم أبعادها. ماذا يريد “الخمينيون” للبنان؟؟ إن “حزب الله” و “حركة أمل” ليستا حركتان سياسيتان و لا يفصل بينهما أي فاصل منذ أن اعتمد الفريقان المرجعية الاثني عشرية الإيرانية (الخمينية). هذان التنظيمان مجرد تكتل ديني شيعي يمارس السياسة و الحرب كجزء لا يتجزأ من ممارسة الدين , و طبعا المرجع الأساسي لهما في اتخاذ المواقف هو الثوابت الدينية التي يعتقدها القادة المعصومون (من حيث النتيجة) في “طهران” و “قم”. في الدين الشيعي يستحيل القبول بمبدأ الشراكة في الحكم و السلطة مع الكفرة و النواصب و المبتدعة (المسيحيين و المسلمين و الدروز) لأن هذا الدين يفرض على أتباعه تسلم السلطة في المكان الذي يعيشون فيه أو محاربة (مقاومة) السلطة القائمة وفق قواعد الاشتباك التي أوضحناها آنفا حتى يتم تدميرها. و بالفعل بدأ “حزب الله” و “حركة أمل” ممارسة واجباتهم الدينية منذ أن انسحب من لبنان جيش “النصيريين” خوفا من بطش الغرب. هذا الانسحاب اضطر “السيد حسن” و “الأستاذ نبيه” للتنازل مرغمين عن بعض السلطات التي تمتعا بها بالاشتراك مع “النصيريين” مدة عقدين من الزمن. هذه الواجبات تقضي باعتبار سلطة “الدولة اللبنانية” غير شرعية بالرغم من وجودهم فيها لأنها لا تكون شرعية في دينهم إلا عندما تكون تحت سيطرتهم الكاملة وحدهم و لا يجوز لهم أن يشاركوا فيها بحال خاصة و إن كانت هذه الشراكة ستفضي إلى سريان حكم (ناصبي) أو (كافر) عليهم في بعض المجالات. طبعا هذه الواجبات تفرض عليهم مقاومة هذه السلطة حتى الاستيلاء عليها أو تدميرها بكافة الوسائل المتاحة و لا مجال في شرعهم لقبول الحل الثالث و هو “الشراكة” إلا ضمن شرط مؤقت يسمح لهم بالمشاركة في حكم الآخرين دون السماح للآخرين بالمشاركة في حكمهم إلى حين يتم إقصاء كل من عداهم عن السلطة مطلقا. بناء على هذه الواجبات احتفظ الشيعة بالسيطرة على مناطق نفوذهم تحت حكمهم المطلق دون السماح للآخرين من (الكفار و النواصب) بالمشاركة في حكم هذه المناطق بينما شاركوا و بفاعلية مؤذية جدا في حكم المناطق الخاصة بالآخرين. و بناء على هذه الواجبات سعى هذا التحالف الشيعي لعرقلة و إحباط كل الأعمال الإيجابية التي يقوم بها الشركاء غير المرغوب فيهم في السلطة , القصد من هذه العرقلة كان إفقار (النواصب و الكفار) (المسلمون و النصارى) و تدمير حياتهم و مقدراتهم حتى يثور سخط العامة من (الناصبة و الكفار) على قادتهم و يفقدوا الثقة فيهم و يحملوهم بالتساوي مع الشيعة مسؤولية المعاناة المترتبة على فشل السلطة في أداء مهماتها بينما يحتفظ التحالف بثقة و ولاء أنصاره. ثم الانقلاب العسكري على مراحل و لأن إعدام قادة الطوائف الأخرى و تصفية أتباعهم أمر متعذر في ظروف مراقبة القوة الغربية للبنان استعمل الشيعة البديل الممكن في ظروف لبنان الحالية و هو سهل معتاد على هذا التحالف و هو مؤذ جدا للـ (النواصب و الكفار) , هذا البديل هو (المقاومة) و (حرب الاستنـزاف).الاغتيالات ,العبوات الناسفة , الإضطرابات , الحروب المفتعلة , عرقلة استيلاء السلطة على كامل الأراضي و اقتطاع أراض جديدة يوميا من سلطانها , المشاورات المخادعة , الوعود الكاذبة, العصيان السياسي و القانوني و المدني , نشر الرعب , الحرب النفسية , الإعلام الحربي و طبعا نشر الرشاوى و الفساد الحكومي على أوسع نطاق لأن الفساد وحده ما يتيح لهم الصعود بأمان إلى قمة الهرم الاقتصادي و السلطوي ، و لا بد من إثارة أزمات لا تنتهي كل منها تعطي دفعة للخطة العامة لهذا التحالف (الخميني) للقضاء التام على الكيان اللبناني عن طريق إيصال الوضع في كل لبنان باستثناء مناطق نفوذ (الخمينيين)إلى الهاوية. كل هذه الممارسات تعتبر من العبادات الواجبة الأداء لدى قادة الشيعة و هم يمارسونها ليس لأنهم مضطرون لممارستها , بل على العكس يجد قادة هذا التحالف و أتباعهم لذة العبادة في أداء هذه الممارسات و يتوقعون عليها الثواب الجزيل في العالم الآخر!!! و أدخلوا هذه الأساليب إلى لبنان بكل حرية تحت غطاء لعبة”الوحدة الوطنية” , و هي لعبة متاحة في ظل التسامح الذي يبديه الشريك الآخر نتيجة لغفلته عن نوايا شريكه الغادر.و ها نحن نرى اليوم اللبنانيون السنة و المسيحيون قد تحول أكثرهم إلى جيش من العاطلين عن العمل و لن يكون بمقدورهم دفع أي ليرة للدولة و لن تقدر السلطة على القيام بالتزاماتها و ستبدأ بطبع العملة دون رصيد ثم تتوالى الانهيارات في عمل الدولة إلى أن يزول مبرر وجودها. الوقت ليس مهما في هذه الخطة و لا وجود لأية مواعيد نهائية لتصل إلى خواتيمها , لأن الشيعة لا يقاومون من أجل إقامة الدول و لكن لتمهيد الأرض لعودة (المهدي) التي لا يوجد أي موعد محدد لها ، و هم طبعا يتمتعون بتنفيذهم لهذه الخطة أيما متعة فهم فوق كل قانون و تجبى إليهم الأموال و القوة دون تعب أو مخاطرة تذكر.و سيصل الأمر في النهاية طبعا إلى (الفلتان الأمني) و سيمارس كل الناس كل الأعمال الإجرامية توصلا للحصول على لقمة العيش.لن يبرح الشيعة ساحة النزال اللبنانية إلى أن يتحول لبنان إلى كوم من الدمار و لكن هذه المرة على أيدي أهله الذين سعوا لاستقلاله بينما ستبقى مناطق “الشيعة آمنة محكومة مستقرة. و عندئذ سيأتي اللبنانيون كل منهم على حدة إلى “دهاقين الشيعة” متضرعا جاثيا على الركب ليمنحوهم طرقا آمنة و أعمالا دائمة و حياة مستقرة و سلاما داخليا في ظل “الامبراطورية الفارسية المقدسة” و طبعا بدلا من هذه المطالب سيمنحهم الشيعة رصاصة في رأس كل منهم.و هذه هي سياسة الشيعة في كل بلد وجدوا فيه و هو مصير حتمي لا يمكن تفاديه إلا بالقضاء عليهم جميعا كما فعل الوزيران “نظام الملك” و “صلاح الدين الأيوبي” رحمهما الله تعالى.خادم العلم الشريف عبد الله الحمد التميمي كتبت و نشرت عام 1427 لهجرة سيد الخلق .
عنيت بنشره كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة أجيال وتكنولوجيا الامريكية
GTU – UNIVERSITY GENERATIONS AND TECHNOLOGY
٣٠أنت، Mahran Bekabulmajd، Ahmad Joma و٢٧ شخصًا آخرتعليقان١١ مشاركةأعجبنيتعليقمشاركة