Uncategorized

الصحة النفسية : دراسات في سيكولوجية التكيف

الصحة النفسية
دراسات في سيكولوجية التكيف

الصحة النفسية مجموعة من الاجراءات والطرق التي يتبعها الأفراد في المحافظة على صحتهم النفسية حتى يتمكنوا من ايجاد الحلول المناسبة للمشكلات التي تواجههم, وتعرف أيضاً بأنها قدرة الفرد على التعامل مع البيئة المحيطة به وتغليب حكم العقل على الانفعالات التي تنتج نتيجة لتأثره بالعوامل التي تدفعه للغضب أو القلق أو غيرها.
توجد مجموعة من المفاهيم التي تعتمد الصحة النفسية على دراستها :
الشخصية:هي احدى المكونات الرئيسية للانسان وترتبط مع طبيعة الاستجابة للظواهر المؤثرة وكيفية توجيهها للسلوك الانساني طالما ان الفرد لايعاني من أي امراض نفسية أو عصبية.
الاحباط: هي حالة نفسية تؤثر على الانسان خصوصاً عندما يجد معيقات أثناء قيامه بعمله أو تحقيق الأهداف الخاصة به,ويزول الشعور بالاحباط عند تجاوز تلك العثرات.
العدائية: هي سلوك فردي يدفع الفرد لمهاجمة نفسه أو مجتمعه سواءً بتوجيه كلام قاسي أو ايذائهم جسدياً,ويعد هذا السلوك غير مقبول نهائياً.
القلق: حالة انفعالية تؤثر على الانسان بسبب انتظاره لشئ معين أو الخوف من شئ ما ويزول هذا الشعورعند غياب الأسباب المؤدية له.

يوصف السلوك الانساني كردود أفعال لمجموعة من المطالب أو الضغوط التي عليه ان يتحملها.فمثلاً الملابس التي يرتديها الانسان تختلف باختلاف المناخ الذي يعيش به وباختلاف درجة الحرارة وهذا يمثل نوعاً من المواءمة مع ظروف المناخ.
اننا نستطيع أن نفهم الكثير عن السلوك الانساني بتحليل أعمال الانسان من حيث انها مواءمات لمختلف مطالب البئية الطبيعية. كذلك فان الفرد يتواءم مع الضغوط الاجتماعية التي تفرض نفسها عليه بحكم المعيشة مع أفراد المجتمع.فحينما يكون الفرد في مرحلة الطفولة,يقوم الوالدان بمساعدة الطفل على اكتساب القيم المناسبة وأنماط السلوك المرغوب فيه.
للصحة النفسية عدة عوامل مهمة تؤثر في حياة الفرد منها:
-الأسرة: تعد العامل الأول من العوامل التي تؤثر على الصحة النفسية فعندما يعيش الانسان في أسرة مترابطة يتمكن من تكوين شخصية سوية,ذا نفسيه معتدلة وخالية من الأمراض, بعكس الأفراد الذين يعيشون حياة مضطربة في طفولتهم نتيجة وجود خلافات عائلية أو عدم وجود أسرة متكاملة فعندها تصبح نسبة التعرض للاصابة بمرض نفسي مرتفعة.
-العمل:ان طبيعة العمل الذي يعمل فيه الانسان تعد من العوامل التي تؤثر على نفسيته.عندما يعمل الفرد بأجواء مناسبة يقوم بالعمل بشكل أفضل بسبب نفسيته الجيدة بعكس وجود ظروف عمل غير مناسبة.
فعندما يعمل الأفراد تحت أسعة الشمس مباشرةً في أيام الصيف مع عدم توفير وسائل لحمايتهم من الاصابة بضربة شمس فمن المحتمل أن يؤثر ذلك على صحتهم النفسية ويشعرهم بالقلق من طبيعة عملهم.

التكيف هو تلك العملية المتفاعلة والمستمرة(ديناميكية) يمارسها الفرد شعورياً أو لاشعورياً والتي تهدف الى تغير السلوك ليصبح أكثر توافقاً مع بيئته ومع متطلبات دوافعه. اذاً نلاحظ أن التكيف اجراء أو سلوك يقوم به الفرد سعياً لاشباع حاجته. ان هذا الاجراء أو السلوك يشمل احداث تغيير في بيئة الفرد الذاتية (الداخلية والخارجية) . أيضاً ان المحيط الذي يتكيف الفرد معه ينقسم الى المحيط الذاتي أي(الداخلي) وهو البناء النفسي للفرد
(شخصيته,دوافعه,حاجاته,اتجاهه). فيتكون المحيط الخارجي من الأسرة والمدرسة والتي هي شبكة العلاقات والتفاعل الاجتماعي في المجتمع.
اذ أن المحيط الذاتي للتكيف النفسي في حين ان المحيط الخارجي للتوافق الطبيعي والبيولوجي.
أبعاد التكيف ومجالاته: يمكن النظر الى التكيف من حيث أبعاده ومجالاته المتنوعة كالآتي:
1-التكيف الشخصي(الانفعالي): يشمل السعادة مع النفس والرضا عنها
واشباع الدوافع الأولية(الجوع-العطش-الجنس-الراحة-الأمومة) والثانوية المكتسبة(الأمن-الحب-التقدير-الاستقلال) وانسجامها وحل صراعاتها وتناسب قدرات الفرد وامكاناته مع مستوى طموحه وأهدافه.
2-التكيف الاجتماعي: يشمل السعادة مع الآخرين والالتزام بقوانين المجتمع وقيمة التفاعل الاجتماعي السوي والعمل للخير والسعادة الزوجية والراحة المنهية,ويظهر هذا النوع من التكيف في المجالات التالية:
أ-في الدراسة:ويطلق عليه اسم التكيف الدراسي,أي نجاح الفرد في المؤسسات التعلمية والنمو السوي معرفياً واجتماعياً وكذلك التحصيل المناسب وحل المشكلات الدراسة كضعف التحصيل الدراسي.
ب-في الأسرة:يطلق عليه اسم التكيف الأسري وهو أن يسود الوفاق بين الزوجين,وأن تكون العلاقات قائمة على المودة والمحبة والتعاون,ويتضمن هذا التكيف منذ البداية مايسمى بالتكيف الزواجي المتعلق أساساً باختيار الشريك وتجانس مستوياتهما الفكرية والثقافية والاجتماعية والعمرية.
ج-في العمل:يطلق عليه اسم التكيف المهني الذي يتضمن اختيار الشخص للمهنة أو العمل الذي يناسب قدراته واستعدادته وتقبلها ورضاه عنها ومحاولاته المستمرة لتطويرها والابداع فيها وشعوره بالسعادة والرضا ايضاً.
العوامل الأساسية في التكيف: هناك عدد كبير من العوامل المتداخلة في عملية التكيف والمؤثرة فيها,بعضها ذاتي متعلق بالحياة النفسية والبيولوجية والجسمية للفرد وبعضها الآخر خارجي من البيئتين الطبيعية والاجتماعية.
1-المهمات النمائية:هي الأشياء التي يتطلبها النمو النفسي للفرد والتي يتعلمها حتى يعيش بسعادة واطمئنان ويعبر مرحلة النمو بسلام,ولكل مرحلة من مراحل النمو(الطفولة الأولى,المتوسطة,الاخيرة,المراهقة,الرشد والشيخوخة)مطالب خاصة بها وكلما حقق الفرد مطالب المرحلة الأولى السابقة سهل عليه تحقيق مطالب المرحلة الثاانية وهكذا ان عدم تحقيق مطالب النمو الآتية تؤدي الى سوء التكيف.
-المهمات النمائية في مرحلة الطفولة:المحافظة على الحياة,تعلم المشي,تعلم الكلام وضبط الاخراج,اللعب,تعلم القراءة والكتابة,المهارات الادراكية والعقلية اللازمة للحياة وتكوين علاقات اجتماعية والتميز بين الصواب والخطأ.
-المهمات النمائية في مرحلة المراهقة:نمو مفهوم سوي للجسم,تكوين المفاهيم العقلية الضرورية,تحمل المسؤلية,الاختيار للمهنة المناسبة,تحقيق الاستقلال.
-المهمات النمائية في مرحلة الرشد: تقبل التغيرات الجسمية,اختيار شريك للحياة,تكوين الأسرة,تربية الأطفال,ممارسة مهنة والرضا عنها,تكوين علاقات اجتماعية.
-المهمات النمائية في مرحلة الشيخوخة:تقبل الضعف الجنسي,مواجهة المتاعب التي يمر بها,التكيف مع التقاعد,الاستقلال عن الأولاد.
2-الدوافع الأولية والثانوية:الدافع هو حالة جسمية ونفسية داخلية يرافقها توتر داخلي يوجه الكائن الحي نحو أهداف معينة تشبع الدافع وتسد النقص(الحاجة) لذلك نسمي الدافع(تكوين فرضي) وللدافع نوعان هما:
أ-دوافع أولية تسمى عضوية:هي التي يولد الفرد وهو مزود بها واشباعها ضروري للحفاظ على البقاء وهي مشتركة بين الانسان والحيوان كدوافع الجوع والعطش والجنس والراحة.
ب-دوافع ثانوية وتسمى(نفسية اجتماعية):هي التي تكتسب من البيئة الاجتماعية وضرورية للتكيف النفسي ومن هذه الدوافع الحاجة الى الانتماء,المعرفة ,الحب والتقدير,الاستقلال وبشكل عام يمكننا القول ان اشباع هذه الدوافع له دور هام في عملية التكيف,فاذا فشل الفرد في ذلك كان عرضة للتوتر وعدم الاتزان,وهذا يؤدي مع التكرار الى اضطرابات نفسية متنوعة واعتلال الشخصية,فعندما لايشبع الفرد الجوع وتطول مدة اعاقته فان ذلك يؤدي الى سلوك عدواني لفظي أو جسدي,كما ان عدم اشباع حاجة الطفل للحب والحنانا قد تدفعه لمرافقة اصحاب السوء أو الانزواء.
3-العوامل الفسيولوجية:هي كثيرة بعضها متعلق ببنية الجسم ومايحمله من استعدادت وأمراض وبعضها مايطرأ على الفرد من حوادث تؤثر فيه.
فالوراثة تلعب دوراً هاماً في ذلك,فقد يحمل الأب استعداداً مرضياً من والديه أو استعداداً للاصابة بمرض معين,وتنتج العيوب والصفات الوراثية غير المرغوب فيها نتيجة التغيرات التي تحدث في الجينات والكروسومات ممايؤثر في عملية التكيف ويؤدي لظهور أمراض وراثية.هناك عوامل فسيولوجية متدخلة في التكيف وتعود الى الغدد ذات الافراز الداخلي التي تعمل في نمو الفرد وحساسيته وتطور مزاجه ومنها يعود الى نشاط الجسم وتعبه ممايغلب عليه. ان من بين العوامل مايعود الى صدمات او اصابات تنال الرأس ومايضمه,أو تنال جهازاً من أجهزة الجسم المتعددة و من اللازم الاشارة هنا الى مايحتمل أن ينال الجنين من اصابة او مرض مما تبقى أثاره الى فترة الحياة بعد الولادة,وكذلك الى ما يصيب الأطفال في مطلع حياتهم من أمراض تبقى آثارها في السمع أو البصر أو الجهاز العصبي والهضمي وغير ذلك.
ان حاجة الطفل الى الحب والحنان من أهم الحاجات النفسية ولذا حفلت السنة بكثير من مظاهر هذا الحب وتختلف وسائل اشباع هذه الحاجة من مرحلة الى أخرى,ففي مرحلة الطفولة المبكرة يلذ للمربي ملاعبة الطفل وترقيصه ومداعبته بأرق العبارات وتقبيله وضمه.بعد ان يبلغ خمس سنوات يحب الطفل ان يجلس قريباً من الوالدين بل تشتد حاجته عند رجوعه من المدرسة او من مكان لم يصحب فيه والديه او عند وجود مشكلة خارج البيت او داخله. في مرحلة المراهقة يظل محتاجاً الى الحب والحنان من والديه وذلك ان قد يخجل من اظهار هذه العاطفة وبخاصة اذا كان والده ينتقدان حاجته للحب او ينكرانها. فعند عدم اشباع هذه الحاجة تؤدي الى انعدام الثقة بالنفس فيصعب على الطفل التكيف مع الآخرين ويصاب بالقلق والانطواء والتوتر بل يعد الحرمان من الحب اهم اسباب الاصابة لمرض الاكتئاب في المستقبل.
ومن الناحية الاجتماعية تحدث فجوة بين المربي والطفل عندمالاتشبع حاجته الى الحنان فيشعر الطفل بالنفور تجاه والديه ويستقل بمشكلاته,او يقضي بها للآخرين دون والديه, ويصبح عنده جوعة عاطفية تجعله مستعداً للتعلق بالآخرين. والتعلق يتخذ صوراً كالاعجاب والحب المفرط المؤدي الى العشق المحرم أو الشذوذ الجنسي.
في مقابل ذلك فان الافراط في الحب وفي التعبيرعنه يمنع المربي من الحزم في تربية الطفل ويعرض الطفل للأمراض النفسية.فقد يكون التدليل وتلبية الرغبات وتوفير اكثر الحاجات الضرورية والكمالية سبباً في فساد الطفل لأنه تعود على الترف,ويعجز في مستقبله عن مواجهة الواقع ولن يستطيع تحمل المسؤليات لأن حب الوالدين زاد عن حده وجعلهما يمنعانه من الاستقلال وتحمل المسؤلية والقيام بالأعمال.
يحقق اللعب للطفل فوائد نفسية وبدنية وتربوية واجتماعية منها:
1-استنفاذ الجهد الفائض,والتنفيس عن التوتر الذي يتعرض له الطفل فيضرب اللعبة متخيلاً انه يضرب شخصاً اساء اليه أو شخصاً وهمياً عرفه في خياله وفيما يحكي له من الحكايات.
2-تعلم الخطأ وبعض الأخلاق كالصدق والعدل والأمانة وضبط النفس عن طريق اللعب الجماعي وبناء العلاقات الاجتماعي,اذ يتعلم التعاون والأخذ والعطاء واحترام حقوق الآخرين,كمايتعلم دوره في المستقبل اذ تمثل الفتاة دور الام ويمثل الصبي دور الاب وقد يمثلان المهن.
3-يدل اللعب بكثرة على توقد الذكاء والفطنة ويساعد على نمو العضلات وتجديد النشاط وتنمية المهارات المختلفة.
الانسان وأجهزته البدنية وعلاقة ذلك بصحته النفسية:
اذاً يتضح لنا أن الجسم عبارة عن جهاز عصبي يتحكم في النفس البشرية وطريقة التفكير والأحاسيس وضبط النفس وتورها وتصرفات الانسان.
ان كل مثير يتعرض له الانسان لابد ان يمر بسلسلة من التغير خلال النشاط العصبي حتى تتم الاستجابة له بطريقة طبيعية,اما اذا كان هناك اي خلل في أي جزء من أجزاء هذا الجهاز فسوف تكون الاستجابة ناقصة,غير مألوفة وبذلك يتعرض الانسان الى المتاعب وتكون هذه في حالاتها البسيطة أو المعقدة بداية لسلسلة من المشكلات والاضطرابات التي تنغص على الانسان حياته.
لنأخذ شخصاً مصاباً بخلل في وظائف الجهاز(الباراسيمبثاوي)ونتج عن هذا الخلل عجزه عن تنظيم عملية التبول واعطاء الاحساس بها. هناك سيدة كانت تعاني منذ طفولتها من هذه الحالة,مماتسبب لها بالآلآم نفسية مبرحة عكرت علىها حياتها.
كذلك في حالات عاهات الحواس أو عيوب النطق والكلام وخاصة التي تبدأ باكراً في الحياة,فان آثارها النفسية تكون وبالاً على أصحابها حيث تتعقد حياتهم بسبب مايتعرضون له من أزمات ومعوقات خلال حياتهم اليومية.
كذلك يتحكم الجهاز العصبي في وعي الانسان وقدرته على التميز والادراك ومعرفة السلوك الاجتماعي واللااجتماعي. على سبيل المثال,مايقال حديثاً عن سيكولوجية العنف,وكيف تفسر في المجالات الطبية الحديثة على أسباب وجود خلل في بعض أجزاء الجهاز العصبي,وخاصة في منطقة(الثلاموس)
أيضاّ للجهاز الغدي أثر على صحة الانسان النفسية,اذ أنه هذا الجهاز يؤثر في النشاط العصبي بشكل واضح.ان قابلية الفرد الانفعالية سواءً كانت ثائرة أم خامدة تمثل واحداً من العوامل الاستعدادية الهامة التي تؤثر على مدى ملاءمة الفرد للبيئة.
ان صحة الانسان النفسية تتأثر بدرجة كبيرة بصحته الجسمية,لأن الناحيتين تتكاملان في كل واحد وهو الشخصية الانسانية بأبعادها ومكوناتها المختلفة.
لذلك من المهم قبل أن نبدأ الرعاية النفسية,يفضل أن يفحص (العميل) فحصاً طبياً شاملاً حتى نتأكد من سلامته البدنية وبالتالي تصبح عملية العلاج النفسي مفيدة وناجحة.
مجالات تكيف الطفل والمراهق في الأسرة والمدرسة:
ماهي أساليب التربية الخاطئة وأثرها في تكيف الطفل؟
من أهم الاسباب المؤدية الى الاضطراب: أ-الحرمان من رعاية الأم
ب-شعور الطفل بأنه غير مرغوب به أو منبوذ.
ج-افراط الأبوين في التسامح والصفح عن الأبناء.
د-الافراط في رعاية الأطفال والاهتمام لآرائهم.
ه-صرامة الأباء وميلهم الى الاستبداد بأبنائهم.
و-طموح الآباء وميلهم الى الاستبداد بأبنائهم.
ي-اتجاهات الوالدين المتضاربة.
الحرمان من رعاية الأم: تستمد الصحة النفسية من العلاقة الوثيقة بين الأم ومن يحل محلها. الحرمان الأمومي يأخذ شكلين: 1-حرمان كامل(العيش دون الام لسبب من الأسباب). 2-حرمان جزئي(يعيش معها ولم تستطع ان تمنحه الحب) اما بسبب عدم وجود جو اسري اطلاقاً,وجود الجو مع عجزه,انشغال الام الدائم عنهم,الظروف الاقتصادية,المرض المزمن, حرموا من الجو الأسري فحرموا أبناءهم ايضاً.
متى يكون الانفصال ضار؟ عند انفصال الأبوين وخصوصاً عندما يكون الطفل متعلق بالأم, وعند الحرمان من الأم في السنوات الثلاثة الأولى ان لم يتوفر بديل عنها.
آثار الحرمان ونتائجه:
1-تعطيل النمو الجسمي والذهني والاجتماعي وخاصة اذا تربوا في المؤسسات .
2-اضطراب النمو النفسي وخاصة في السنوات الأولى(الحرمان من العاطفة) يؤثر في تكوين الذات.
صرامة الأباء: ان مثال هؤلاء الآباء يتصفون بالقسوة في معاملتهم لأبنائهم لأن اسلوب تربيتهم يقوم على السيطرة والتحكم الزائد.
أسبابها: 1-بعض الآباء يمارسون التربية كما تلقوها في الصغر اما قسوة أو لين أو يكون لديهم ردة فعل عكسية حيث تلقوا حماية زائدة فمارسوا الصرامة الزائدة.
2-بعض الأمهات تمارسن طرق التربية الصارمة وتكون اما تعرضت لفقدان الام في طفولتها وربت اخوتها أو لديها حس بالمسؤلية عالي في ان تنشئ أطفال مميزين.
3-الأب الكبير يكون من اقسى أنواع الآباء لأنه غير راضٍ عن نفسه لشعوره بالفشل ولايتمنى لأطفاله ان يكونوا مثله.
نتائج الصرامة:
1-المغالاة في الأدب والخضوع الى السلطة,قلة الثقة بالنفس.
2-لايستطيعون اتخاذ القرارات دون العودة الى الأهل.
3-عدم القدرة على التمتع بالحياة وقضاء وقت فراغ.
تكيف المراهق-المراهق والعلاقات الأسرية:
تسمى مرحلة المراهقة بفترة التناقض المزدوج لأن الوالدين والأطفال لديهم مشاعر مختلفة عن بعضهم البعض,فالآباء يريدون الأفضل لآبنائهم ويأملون
بنجاحهم في العالم الخارجي.
وعلى الرغم من رغبة المراهقين في الاستقلالية فان الكثير منهم مازالوا يشعرون بالاعتمادية على والديهم ومع هذه الازدواجية المتناقضة يبدو لدى المراهق الشعور باليأس من الراشدين والآباء يتذمرون من وضع آبنائهم في حين يطلبون الاستقلالية ويتزمرون من قلة التعامل العاطفي معهم.
اختلاف الأجواء المنزلية أثر ذلك في المراهق: بعض البيوت تبدو على انها أماكن طيبة لرعاية الأطفال بينما تبدو الأخرى على العكس منها.
فيما يلي نماذج مختلفة لهذه المنازل:
أ-المنزل النابذ:اثبتت الدراسات المختلفة أن هناك من المنازل ماله طابع النبذ. يصف”بولدوين”المنزل النابذ بأنه منعدم التكيف ويتصف بالصراع والمشاجرات والاستياء بين الاب وأبنائه,والذي يفتقر بدرجة كبيرة الى العلاقات الاجتماعية الطيبة,سواءً بين أفراد العائلة أو بين العائلة والعالم الخارجي. ويكتشف المراهق عن طريق حياته في مثل هذه العائلة,ان اهتمامه ورغباته تنكر أو تعتبر غير مهمة,وعندما يسعى لاثارة اهتمام والديه أو يجاهد ليؤكد نفسه,فانه يقابل بانكار جائز وربما يعاقب بدنياً,والأب في كل هذا لايحاول أن يفهم ولده المراهق ولايعطف عليه لأنه غير مرغوب به. اذ ان النبذ ينتج مراهق غير متكيف يميل الولد فيه الى قضاء وقته خارج المنزل وومكن للبنت ان تتزوج زيجة غير مرضية هروباً من واقعها.
ب-المنزل الديمقراطي: هذا النمط من المنازل يعتبر عاملاً من عوامل التكيف الطيب. فهذا المنزل يعمل علي:
1-احترام شخصية المراهق في المنزل.
2-العمل على تنمية شخصيته والنظر اليها على أنها شخصية فريدة لها قدراتها وميولها واتجاهها.
3-اعطاء المراهق الحرية في تفكيره وتعبيره في اختيار نوع عمله وهكذا تصبح الحرية في المنزل جرية تجدها ضوابط اجتماعية.
ان أساليب المنزل الديمقراطي تخلق مراهقة مستنيرة قادرة على التفكير السليم والتعاون وتحمل المسؤلية والنهوض بالمجتمع.
ج-المنزل المتسامح:ان أي معاملة تقوم على التسامح المعقول تجعل تكيف المراهقين اسهل تحقيقاً لأن هذا الاسلوب في المعاملة يعطي المراهق الشعور بالأمن الحقيقي.ولكن عندما يتحول التسامح الى تساهل زائد او حماية زائدة تكون النتائج سيئة.
ان المراهقين الذين تظهر منازلهم اهتماماً زائداً بهم,يكون اسلوبهم اقرب الى سلوك الأطفال.
بالتالي ان الاسلوب القائم على الحماية الزائدة من شأنه اعاقة نمو السلوك الاستقلالي لدى المراهق أو المراهقة.
د-المنزل الذي تسود فيه السلطة والتحكم الأبوي:من المحتمل ان السيطرة الأبوية تحول بين المراهق ورغبته بالاستقلال. غالباً مايحاول المراهق مقاومة السيطرة الأبوية فتتحول الى نضال من اجل النفوذ بين نفسه ووالده.وهناك عوامل عديدة تتحكم في هذا الصراع منها:درجة ونوع التحكم الفعلي,درجة الاستقلال التي تعود عليها المراهق في الماضي,ثبات السيطرة وما اذا كان اتجاه السيطرة يأتي من أحد أو من كلا الوالدين.
ان العقاب غير العادل يعتبر كعامل مهم في انحراف المراهقين. يلجأ المراهق الى نوعين من السلوك,اذا وافق على الأوامر فانه يتمثل لها وعندما لايوافق فانه يميل الى العصيان أو يلجأ الى بعض الأساليب العدوانية كرد فعل.
العوامل البيئة التي تؤثر في المراهقين:
1-البيت المفكك: هناك العديد من العوامل التي تؤدي الى تفكك البيت كالطلاق,الانفصال,الغياب الكثير عن المنزل بسبب العمل,توظف الام,وفاة أحد الوالدين. وقد أثبتت الدراسات المختلفة ان المراهقين الذين كانوا يعيشون في بيوت مفككة,كانوا يعانون من المشكلات العاطفية والسلوكية,الصحية والاجتماعية,ولقد ثبت كذلك ان غالبية المطرودين من المدرسة بسبب سوء التكيف كانوا من بين أبناء البيوت المفككة.
2-ترتيب وضع المراهق في العائلة: ان مركز الطفل الأول في الأسرة يتيح له فرصاً لكي ينمو ويزيد من قدرته على القيادة.فقد لوحظ ان للطفل الأول مركز خاص في الأسرة,فعندما يولد يكون موضع الرعاية والاهتمام لأنه الطفل الوحيد. اما عندما ينمو الطفل الثاني ويدرك ماحوله فانه لايجد الوالدين وجسب بل يجد اخاه الأكبر الذي سبقه في الميلاد والذي يفوقه قوة ويكبر عنه جسماً و وزناً.
اما الطفل الأخير في الأسرو فنجد أولاً ان هناك اختلافاً في معاملة الوالدين وميلاً لاطالة طفولته,لأن الوالدين حينئذٍ يكونان غالباً قد تقدم بهما السن.
في بعض الحالات نجد ان الطفل الأخير يكون موضع رعاية خاصة وتدليل من الوالدين.
بينما يواجه الطفل الوحيد في الأسرة صعوبات فهو يفتقر الى الآخرين,كما يكون موضوع عاطفة قوية من جانب الوالدين فيصبح موضع اهتمام زائد أو يحاط نموه الانفعالي بسياج يحول بينه وبين النمو الطبيعي.
وبسبب مايواجهه من صعوبات ينشأ غالباً نشأة لاتساعده على التكيف الاجتماعي فنجده عنيداً,صعباً وحساساً ومتردداً وكثير الاعتماد على والديه.
3-الاختلافات في الجنس: في السنوات الأولى من حياة الطفل نجد أن ميول الذكور والاناث منهم مشتركة,وعندما يتقدم بهم السن نلاحظ مظاهر الفرقة بينهم في :
1-شعور الصبي بالسيطرة على البنت لأنه ذكر وهي تشعر بالحقد على الذكر,فتأخذ سعوراً اقل منه منزلة.
2-يخلق الوالدان في الأسرة معايير خاصة بالصبي تختلف عن معايير الاناث,وهذه التفرقة في المعاملة بين الصبي والصبية تؤثر على علاقة كل مهما في الأخر مما يؤدي الى اشعال نيران الغيرة في نفوس البنات نحو اخوتهم الذكور.
3-قد تنكر الأسرة ايضاً سيطرة الأخت الكبرى على اخوتها الذكور الصغار. ان التكيف الحقيقي لايتم الا في جو من الحرية كما ان نمو الشخصية بوجه عام عملية متصلة تتأثر منذ بداية الحياة وتتشكل بحسب ظروف الاسرة والمراكز الاجتماعية التي يشغلها الفرد داخل نطاقها وفي خارجها.
4-المركز الاجتماعي والاقتصادي: تهدف كل أسرة من الطبقة العليا أن يحصل ابنها على مجدٍ كبير وغالباً يرغب الآباء في أن يحمل الابن اسم العائلة. اما في حالات الأسرة من الطبقة الدنيا,فان الأبناء عادةً لايفتقرون الى العطف والحنان في البداية, لكن عندما يكثر الأبناء تتضاعف معها المسؤليات الاقتصادية وهنا تبدأ معاملة الآباء للأبناء بالتغير.
أما في الأسرة المتويطة,فان نمط العائلة يقوم على أساس من الرقابة الشديدة دون اتباع النظام الصارم. ان نظام المنزل والترتيبات العائلية الداخلية تؤثر بطريق غير مباشر على النمو.
5-تغير الموطن:ان مراهق اليوم الذي يعيش في عائلة متحركة ويواجه مشكلات معينة. أوضح(بوسادر) أن تغير محل الاقامة وكثرة الانتقالات من مكان لآخر يجعل حياة المراهق مضطربة ويقلل من قيمة الولاء للمكان الذي يولد فيه الشخص. هناك أيضاً أصدقاء المراهق,والانتقال الى مجتمع جديد معناه فقدان الأصدقاء القدامى وكثيراً مايجد الفرد صعوبات في تكوين صداقات جديدة وبناء علاقات اجتماعية جديدة.
نرى ان الطالب اذا التحق بالمدرسة الثانوية واجه عدة مشاكل ومواقف جديدة عليه,تحول بينه وبين التكيف مع المدرسين والزملاء.وكل هذه المشاكل تتجمع وتسبب له الحيرة والارتباك.
اقتراحات لتحسين العلاقات المدرسية:
1-اختيار المدرسة أو الكلية الملائمة ممايسهل للمراهق التكيف مع قدرته ومع طموحه وحبه للدراسة التي اختارها.
2-انماء عادات دراسية صالحة كتنظيم مكان المذاكرة ووقتها وكيفية القيام بها بالشكل الصحيح.
3-المناهج الدراسية وهي اختيار الدولة وليس الطالب.
4-النشاط الاجتماعي بالمدرسة ممايسهل على الطالب الاندماج مع أقرانه كالمشاركة في الرحلات والندوات والبحوث المشتركة.
5-علاقة المدرس بطلابه ويجب ان تكون علاقة حب وتحفيز ونشاط. وكما ان للمعلم الجيد دور مهم في تشجيع تلاميذه واعطائهم النصائح المناسبة التي تساهم في تفوقهم.
6-عوامل النجاح في المدرسة:النظام,الفهم,الالتزام,الحب,وجود اهداف محدودة وتعطيه حافز للعمل.

ماهو القلق؟ ان القلق حالة من التوتر الشامل الذي ينشأ خلال صراعات الدوافع ومحاولات الفرد للتكيف. للقلق جانبان شعوري وغير شعوري.
ان الجانب الشعوري للقلق يمثل في الخوف والفزع والشعور بالعجز وبالذنب ومشاعر التهديد,بمعنى ان الفرد يعاني المخاوف مثلاً دون ان يدرك العوامل التي تدفعه الى هذه الحالات. اما القلق اللاشعوري فعبارة عن عمليات معقدة لاشعورية.
أنواع القلق: -القلق المرضي -القلق العصابي -القلق الخلقي.

1-القلق الموضوعي:حينما يدرك الفرد أن مصدر القلق الخارجي عن نفسه,
نقول انه يعاني قلقاً موضوعياً. فهو عبارة عن رد فعل لادراك خطر خارجي أو لأذى يتوقعه الشخص ويراه مقدماً. ان هذا النوع من القلق أقرب الى الخوف.
2-القلق العصابي:يرى فرويد أنه يظهر في ثلاث صور رئيسية:
أ-صورة قلق عام: ان هذا النوع يمثل القلق في أدنى صورة.
ب-صورة مخاوف مرضية بالنسبة لموضوعات أو مواقف محددة: تتضمن المخاوف المرضية ادراك بعض الموضوعات المحددة أو المواقف باعتبارها مثيرات للقلق,ونستطيع أن نؤكد أن درجة شدة الخوف لدى هؤلاء الأفراد لاتتناسب اطلاقاً مع الخطر الحقيقي المتوقع من الموضوع.
ج-صورة تهديد: يظهر في صورة قلق مصاحب لأعراض المرض النفسي كالهستيريا مثلاً.
3-القلق الخلقي والاحساس بالذنب: ينشأ القلق الخلقي والاحساس بالذنب نتيجة لاحباط دوافع الذات العليا. شأنه شأن القلق العصابي. يظهر في صورة قلق عام متشعب دون وعي بالظروف التي صاحبته.
أعراض القلق:أ-اعراض جسمية وفسيولوجية: برودة الأطراف,تصبب العرق,اضطرابات معدية,سرعة ضربات القلب,اضطرابات في النوم الصداع,فقدان الشهية,اضطرابات في التنفس.
ب-أما الأعراض النفسية فهي: الخوف الشديد,توقع الأذى والمصائب,عدم القدرة على تركيز الانتباه,الاحساس الدائم بتوقع الهزيمة والعجز والاكتئاب.
مصادر القلق: يرى فرويد ان مصدره صدمة يتعرض لها الانسان منذ ولادته بانفصاله عن أمه واستقلاله وتكون تلك الصدمة الأولى وفي كل مرحلة من حياته ممكن ان يتلقى صدمة تؤدي الى القلق.
أيضاً يرى فرويد ان القلق مجموعة من الاستثارات أو الشهوات التي لم يتم اشباعها فينتج عنها فزع وقلق وكلما كانت الشهوة اقوى كان القلق أكبر.
بينما يرى أدلر ان القصور العضوي والقصور النفسي والبيئة والتربية التي يتلقاها لها دور كبير في القلق وعدم التكيف.
ويرى هندرسون أن التعرض لمواقف احباط وفشل أثناء حياته يؤدي الى القلق.
يرى هورني ان القلق يرجع الى ثلاثة عناصر وهي الشعور بالعجز,
الشعور بالعداوة,والشعور بالعزلة وهذه العوامل تنشأ عن الأسباب الآتية:
أولاً-ان انعدام الدفء العاطفي في الأسرة وشعور الطفل بأنه شخص منبوذ محروم من الحب والعطف والحنان.
ثانياً- بعض أنواع المعاملة التي يتلقاها الطفل تؤدي الى نشوء القلق لديه.
ثالثاً- البيئة وماتحويه من تعقيدات ومتناقضات وماتشمل عليه من أنواع الحرمان والاحباط.
ان هورني أكثر اصراراً وتأكيداً من فرويد وأدلر لأهمية القيم الاجتماعية وأثرها في تكوين الشخصية,وهي تؤكد خاصة أنواع الصراع التي ترتبط بالقيم والمعايير الاجتماعية المتعارضة,لذا ترى أن ضرورة المثل العليا التي تنادي بالحب والاخوة,وتلك التي تنادي بضرورة التفوق والنجاح في وقت واحد تعتبر قيماً متعارضة غير متوافقة,ومع ذلك فهي تكون جزءاً كبيراً من القيم الاجتماعية في الثقافة التي نعيش فيها.ولهذا يجد كل فرد صعوبة كبيرة في التوفيق بين هذه الاتجاهات المتعارضة.

الهيستيريا: تحدث الهيستيريا نتيجة عدد من الأسباب أهمها التكيف الناقص في مواجهة الحياة الواقعية,والتعبير عن الحيرة والارتباك ازاء المواقف التي لايحتمل الشخص مواجهتها وذلك بسبب الصراعات النفسية في حياتهم الماضية نتيجة مالاقوه من الحرمان والكبت الانفعالي والاحباط,فبدل أن يحاول الشخص التغلب على صعوبات الحياة فانه يلجأ الى السلوك الهستيري كحيلة لاشعورية تجعله ينسحب ويتراجع ويحجم من تحمل المسؤلية,فيفقد القدرة على توجيه سلوكه ويضع نفسه في موقف يتطلب استدار العطف عليه. المريض بالهستيريا غالباً مايكون سريع الانفعال خجول,متحفظ,بل غريب الى حد ما,قابل للاستهواء بسهولة,عاطفي.
ان أعراض الهستيريا متنوعة:
أولاً-ألأعراض جسمية وتشمل:
أ- أعراض حركية ب-أعراض حسية ج-أعراض غذائية
ثانياً-أعراض عقلية وتشمل:
أ-فقدان الذاكرة ب-المشي أثناء النوم ج-التجول اللاشعوري
الأعراض الحركية والتي تتضمن:
1-الشلل الهستيري
2-اللزمات العصبية الهستيرية
3-التقلصات الهستيريه
4-الارتعاشات الهستيرية
5-النوبات التشجنجية
6-فقدان الكلام
الشلل الهستيري: تظهر هذه الأعراض الجسمانية بشكل فجائي لاتسبقه شكوى المريض من أية علة تتصل بعضو الجسم المصاب. من أمثلة ذلك الجندي الذي يصاب بالشلل في أصابعه عندما تصدر له الأوامر باطلاقة النار في ميدان القتال.
أما في حالة الارتعاشات الهستيرية غنجد أنها تحول بين المصاب وبين القيام بأعمال معينة دون أخرى.
ان النوبات الهستيرية هي نوع من النوبات التشجنجية تستمر من بضع دقائق الى بضعة أيام,تكون هذه النوبات أحياناً شديدة تشمل تحرك الجسم كله كما تكون مصحوبة بصيحات وتنهدات, وتكون نظرات الشخص الذي يتعرض لهذه الحالة فيها حيرة والذي يحدث بعد النوبة أن يكون المصاب في حالة ذهول كما يعزف عن الكلام أو الاجابة عن الاسئلة التي توجه اليه.
ان هذه النوبات تحدث عادةً أثناء وجود الآخرين وفي أثناء النهار لكنه لايكون واعياً لما يدور حوله.
ان النوبات الصرعية نوبات فجائية,لاارادية,لاتتعلق بموقف بالذات ولاتحدث استجابةً لمثيرات خارجية.
ماهي الفروق بين النوبة الهستيرية والصرعية ؟
1-تتميز النوبة الهستيرية عن النوبة الصرعية بما يصحبها من حدة انفعالية.
2-النوبات الصرعية لايقوم بها المصاب بأية محاولات للدفع أو القبض,
بينما النوبات الهستيرية تتميز بمحاولة المصاب بقبض ودفع وجذب الأجسام المختلفة التي تكون في متناول يده.
3-تنشأ النوبات الصرعية من انعدام التوافق في المراكز المخية بينما تنشأ النوبات الهستيرية بالصراع العقلي أو الانفعالي ولايصحبها أي تلف بالمخ.
أعراض النوبة الهستيرية:
-فقدان القدرة على الكلام بصوت -فقدان القدرة على الكلام كلية.
وتتضمن أعراض غذائية تظهر بمظرين اما فقدان الشهية أو الشهية الزائدة.
أعراض حسية: القسم الأول منها يتصل بالابصار بينما القسم الثاني يتصل بالاحساس.
1-القسم الأول يمكن تقسيمه الى قسمين أ-العمى الجزئي ب-العمى الكلي.
2-فقدان احساس ويحدث في حالات فقد الاحساس الجزئي أن يزول الاحساس تماماً في منطقة معينة من الجسم,فلا يشعر المريض بالألم على الاطلاق ومن السهل تحديد المنطقة الخالية من الاحساس.
أعراض عقلية: من أبرز الأعراض الهستيرية التي تتصل بالنواحي العقلية, المرض المعروف باسم فقدان الذاكرة وهو على نوعين:
1-فقدان الذاكرة الكامل-حيث ينسى الشخص كل شئ عن نفسه واسمه وعنوانه ومن أين أتى.
2-فقدان تذكر حوادث معينة تتصل بحياته.

ان الشخصية المزدوجة حالة من حالات الهستيريا والتي تظهر وتتطور كرد فعل لما يشعر به المريض من قلق,أو يعتبر وسيلة يعتدي بها الفرد على نفسه لاشعورياً كوسيلة للعقاب ولتخليص الفرد من حالة القلق بعد صراع معين,ذلك ان المريض يعاقب نفسه على جرمه لاشعورياً عندما يسجن شخصيته الأولى ويمنعها من الاستمتاع جزاء سلوكها في الحياة.

النيوراستينيا(الشعور بالانهاك): انه مرض نفسي يعتبر حالة من حالات التوتر الانفعالي نجمت عن كبت مجموعة من الذكريات الأليمة بسبب ماتعرضت له المريضة من تجارب وحوادث وصراعات في حياتها الماضية.
أعراض المرض: ان الأعراض الأساسية لهذا المرض هي:
1-ضعف عام وتعب واعياء لأقل مجهود يبذل.
2-الشعور بالضيق والتبرم وعدم الرغبة في أي عمل من الأعمال التي توكل اليه.
3-عدم القدرة على مواصلة التفكير في موضوع معين.
4-صعوبة التذكر والتركيز.
5-البلادة الزائدة وتوقع الانهيار في كل وقت.
6-الحساسية للضوء والأصوات.
و تتمثل الأعراض الثانوية في:
1-الأرق-وهو دون شك ناتج عن الصراع الذي يهدد حياة المريض.
2-صداع بالرأس يكون على شكل ضغط أحياناً.
3-توهم المريض الزائد.
4-سيطرة فكرة الموت على المريض.
5-خوف المريض من المرض.

السيكاثينيا: تعني حرفياً نقص الطاقة النفسية للابقاء على التكامل العادي. وتشمل السيكاثينيا الأعراض التالية:
1-المخاوف 2-الوساوس المتسلطة 3-الأفعال القسرية

المخاوف: تعتبر المخاوف اشارة مرضية غير مرضية,لايعرف المريض سبباً لها,كما لايستطيع التخلص منها أو التحكم فيها,وفي الوقت ذاته يشعر أن سلوكه في بعض المواقف يثير الخوف والقلق ويعمل على اثارة ضحك الآخرين. ان المخاوف المرضية المعروفة هي:
-الخوف من الأماكن المرتفعة.
-الخوف من الأماكن المغلقة.
-الخوف من الدم.
-الخوف من القذارة(النجاسة).
-الخوف من الازدحام.
-الخوف من الحيوانات أو من بعض أنواعها.
ماهو تفسير المخاوف؟
“الخوف من الأماكن الضيقة”: تفسير المخاوف على حسب المدرسة السلوكية على أنها نوع من التعلم الشرطي,انتقلت فيه القدرة على احداث الاستجابة من المثير الطبيعي الى بعض الظروف التي اقترنت بالمثير الأصلي في حادثة قديمة مر بها المريض في طفولته,ونتيجة الترابط تكسب المثير غير الطبيعي صفات المثير الطبيعي فأصبح يفعل مايفعله.
مثال: انه مأخوذ من قصة الضابط “ماكان” الذي كان يخاف الأماكن المغلقة حيث كان يصرخ وهو يرابط وفرقته في خندق من الخنادق بالقرب من الخط الأمامي لمعركة من المعارك الحربية,وبسبب هذا الصراخ المتكرر أرسل الى المستشفى أثناء العلاج واتضحت القصة كالتالي:عندما كان طفلاً ارسلته جدته لبيع بعض السلع القديمة,فذهب الطفل بهذه السلع لرجل كان قد اتخذ له مكاناً في نهاية ممر مظلم,وفي أثناء سيره بالممر الضيق هجم عليه كلب كبير كان ينبح نباحاً شديداً,فذعر الطفل.
تفسر هذه الحالة على حسب المدرسة السلوكية على النحو الآتي:
المثير الأصلي الطبيعي في هذه الحالة نباح الكلب.
الملابسات المصاحبة للمثير الأصلي هي المكان المظلم الضيق وفي أي موقف مثير كالذي نحن بصدده تحدث خبريتين:
أ-خبرة انفعالية”الخوف” ب-خبرة ادراكية”ادراك العلاقات بين أجزاء الموقف”.
والذي حدث بعد فترة من الزمن في هذه الحالة هو التخلص من الناحية الادراكية,أي مسببها”كبتها في اللاشعور حسب تفسير فرويد”بينما تبقى الخبرات الانفعالية قابلة للتكرار بشكل آلي عن طريق مؤثرات مشابهة.
والسؤال الذي بدر الآن:لماذا تنسى الخبرات الادراكية؟والجواب على ذلك أنها خبرات مؤلمة والانسان بطبيعته ميال الى الابتعاد عما هو مؤلم.

المرض النفسي السيكوباتي: ان أصحاب الشخصية السيكوباتية هم هؤلاء الذين تكون حالات الخلل في سلوكهم ومشاعرهم ظاهرة في تصرفاتهم وفي طريقتهم في التوفيق بين أنفسهم وبين البيئة.
هناك حقيقتان لابد ان نقررهما عن الانحراف السيكوباتي:
1-ان هذه الحالات تستمر مدى الحياة وتبدأ عادةً فيما لايتعدى في فترة المراهقة في أكثر الاحيان.
2-انه يبدو ان الانحراف السيكوباتي يرجع الى أساب عضوية جسمانية أو وجدانية لم نعرف بالدقة أصولها.
أنواع الشخصية السيكوباتية: أ-النوع العدواني وهي المجموعة التي تتضمن المتهيجين في عنف وكثيري الشجار كالبلطجية وغير المستقريين. ان اغلي معتادي الاجرام الذين يكون لهم سجلات حافلة في الاجرام ويحترفون الاجرام نظير اجور يتقاضوها من الآخرين.
ب-النوع الناشز غير المتوافق: يضم الذين يرتكبون أنواعاً من الجناح الصغير,والخونة والناشزين على المجتمع الذين تكون عيوبهم مشكلة كبرى للمجتمع ولأسرهم.
ينقسم الانحراف السيكوباتي الى الأقسام التالية:
أ-النوع الناشز أو الخارج: الذين يظهرون ضعفاً ظاهراً في الخلق مع شعور عدم الأمان داخل أنفسهم يظهر في السلوك الغريب والمميز الذي يعتبر دليلاً على مشاعرهم وأحاسيسهم الداخلية وسلوكهم يتعدى الحدود المعروفة للخبرات الانفعالية والخلقية.
ب-المتجولون: تكمن عند هؤلاء رغبة لايمكن التحكم فيها أو التغلب عليها في أن ينتقلوا من مكان الى آخر.
ج-المتعصبون:يشمل هذا النوع المصلحين وأصحاب النشاط الديني العنيف غير المعتدل.
د-المتعبون القلقون:الذين لايستطيعوا أن يظهروا مايدل على فهمهم للآخرين أو أنه يمكن فهمهم هم.
ه-المجرمون عديمو الشعور:هؤلاء يقترفون أعمالاً عدوانية وأعمال عنف ضد أشخاص آخرين أو جماعات دون القدرة على التحكم في اندفاعاتهم.
و-السيكوباتيون الانفجاريون:يشبهون عديمي الاحساس من المجرمين.
ز-السيكوباتيون المكتئبون: هم الصنف الذي لايقدر الواحد نفسه كما نجدهم ينظرون نظرة تشاؤم الى المستقبل.
ح-أصحاب النقص الخلقي:هم القادرون على القيام بالأعمال المدرسية وغيرها من الأعمال العقلية,لكنهم لايستطيعون ملاءمة أنفيهم لمطالب المجتمع.
ط-المرضى بالكذب:الذين يسردون من القصص مايخرجون بها عن حدود المعقول الذي يناسب الكرامة أو يساير الحقيقة.
دراسة أسباب تكوين ونمو الشخصية السيكوباتية:
لايمكن أن يكون السبب في تكوين الشخصية واحداً في جميع الحالات. اذ نادى بعض علماء الطب النفسي بأن هذا الانحراف يرجع الى الوراثة أو على الأقل للعوامل الاستعدادية وراثية كانت أو مكتسبة.
“ان السيكوباتي لايزال ينظر اليه أغلب علماء النفس على أنه فرد ولد وعنده نقص بطريقة ما,أو انه على أي حال معرض للنمو الناقص لأسباب وراثية.لذلك فان العلماء ومنهم عندرسون وهنري وغيرهم لايزالون يضعون السيكوبات ضمن مجموعة الأمراض الراجعة للنقص الاستعدادي الجبلي”.
من الأسباب التي يمكن ارجاعها للبيئة التي تزكي هذه الشخصية:
أ-ان ظهور الاضطراب يحدث غالباً في الطفولة المبكرة.
ب-عندما يتم تكوينه يستمر السلوك السيكوباتي عادةً مدى الحياة .
ج-قد نجد أحياناً ان الانحراف السيكوباتي منتشر عند أكثر من فرد من الأسرة.
د-ان هذه الشخصية تقاوم كل وسائل العلاج.
ه-الأطفال الذين تبدو عليهم مظاهر الانحراف وعدم التوافق بسبب سيكوباتي تظهر عليهم أعراض ذبذبات مخية معينة.
والحقيقة الأخيرة أكثر قوة في بيان احتمال ارجاعها لعوامل استعدادية على الأقل,وأن هناك أسساً وراثية للشخصية السيكوباتية.

الصحة النفسية وواجبات الدولة: ان العناية بالصحة النفسية في مجتمع مثل مجتمعنا الحديث تنطوي على عمليتين متداخلتين:الأولى منهما,هي عملية تحطيم وهدم للعوامل والاتجاهات والأفكار والقيم الهابطة التي وقفت حائلاً دون استغلال الشعب لطاقاته,مما عطل امكانيات تحرره ونموه النفسي وتقدمه. والعملية الثانية,هي احلال القيم والعادات الجديدة(التعاون والتضحية وايثار الذات والقيادة) محل تلك القيم والاتجاهات التي تعمل للقضاء عليها لتصبح أثراً من آثار التاريخ.
اذاً الصحة النفسية عملية اطفاء وتحطيم للاتجاهات السلبيىة التي ترسبت منذ عهود الاستغلال والظلم السابقة واحلال الاتجاهات الايجابية البناءة مكانها.
أولاً-اصدار التشريعات المختلفة: ويقصد بالتشريعات مايصدر منها لحماية المجتمع من الاصابة بالأمراض النفسية:
أ-تشريعات الفحص الطبي النفسي قبل الزواج.
ب-التشريعات الخاصة بالحد من انتشار المخدرات.
ج-التشريعات بحماية المراهقين من التأثيرات الفكرية.
د-التشريعات الخاصة بحماية الأسرة.
ه-التشريعات الخاصة بحماية العجائز.
ثانياً-الهيئات والمؤسسات الأهلية والحكومية: من هذه المؤسسات تلك التي تعني بالناحية الوقائية وتلك التي تعني بالناحية العلاجية كجمعيات حماية المرأة,مؤسسات ضعاف العقول والصم,مؤسسات التأهيل المهني للعجزة, مؤسسات الطفولة.
نقطة التلاقي بين التربية والصحة النفسية:
أهداف التربية:انها عملية توافق أو تكيف. التربية عبارة عن عملية تفاعل بين الفرد وبيئته الاجتماعية,وذلك لتحقيق التوافق أو التكيف بين الكائن الصغير والقيم والاتجاهات التي تفرضها البيئة تبعاً لدرجة التطور المادي والروحي. أما أهداف التربية البعيدة فترمي الى تعميم خبرات الطفل ومساعدته دائماً على توسيع آفاقه الاجتماعية والخلقية والعقائدية والمادية.
الهدف الأسمى للتربية: هو مساعدة الشخصية الانسانية على أن تنمو نمواً انفعالياً واجتماعياً سليماً ويحررها من التحرر من التحامل والكراهية, أيضاً احترام حقوق الانسان,الاعتراف بالمساواة بين جميع الناس والأجناس والشعوب,احترام العدلة والاستقلال لأي بلد من البلدان.
التربية والتفهم العالمي:ان السلام والتفاهم العالمي لايقومان على أساس من حسن النية بدون قوة محركة.
التربية والخبرة: اما الهدف الثاني للتربية فيتحقق عن طريق الخبرة التي يتزود بها التلاميذ في المدرسة,المهم أن تكون هذه الخبرات من النوع الذي لايكون غريباً عن مواقف الحياة والا أصبحت من النوع البغيض الذي يدعو التلميذ لأن يفقد الصبر على التعلم.
ماهي وسيلتنا في تحقيق أهداف الصحة النفسية؟اعداد المرء للحياة عن طريق تزويد الفرد بالعادات والمهارات التي تيسر له اشباع حاجاته الملحة ولذا فاننا نجد أن التكيف هو في الواقع محصلة لما مر به الفرد من خبرات وتجارب أثرت في تعلمه للطرق المختلفة التي يشبع بها حاجاته ويتعامل بها مع غيره من الناس في مجال الحياة الاجتماعية.
ان الخبرة في الطفولة تحدد بدرجة واضحة وسيلة الرضا النفسي والتوافق في الحياة المتأخرة,وهذا يوضح بجلاء العلاقة الوثيقة بين التكيف وعملية التربية.
التربية والصحة النفسية عملتيان متكاملتان:ان التربية في غايتها وأهدافها تحقق بقدر كبير نفس الغايات والأهداف التي تحققها الصحة النفسية وان الاختلاف ينحصر فقط في الوسائل.
الأسس السيكولوجية للتربية الخلقية: أولهما-الاهتمام بالوسائل الدافعة المتمثلة في القدوة الحسنة والبيئة الصالحة,التشجيع,الترغيب,الملاينة. والأمر الثاني:هو الاهتمام أيضاً بالوسائل المانعة كالعقاب أو التهديد عند الضرورة. من هنا نرى أن التربية الاسلامية لم تتخذ الوعظ والارشاد النظري سبيلاً الى التربية الخلقية,بل اتخذت من الوسائل الموضوعية كالملاحظة والانصهار والتفاعل لتصبح أساساً في سلوك الحياة.
فالقيم الخلقية هي نتاج خبرات اجتماعية,وهي تتكون نتيجة عمليات انتقاء جماعية يصطلح أفراد المجتمع عليها لتنظيم العلاقات بينهم.
التربية والعادات الخاطئة:تعرف العادة في علم النفس على أنها نوع من السلوك المكتسب. والعادات مختلفة ومتنوعة,فمن العادات مايمكن أن يطلق عليه العادات الاجتماعية ومنها مايمكن أن يسمى بالعادات الخلقية.
الشخصية المتكاملة هي هدف التربية عند المسلمين: قد رسم الدين نموذجاً لهذه الشخصية,أن يكون الانسان شجاعاً في الحق,صريحاً,لايحسب في تصرفاته لغير الله والضمير حساباً. من هنا ندرك حرص الرسول الكريم على تربية الأشخاص والاعتداد بالنفس عند أصحابه الكرام,حتى أصبح كل واحد منهم أمة في نفسه لايعرف غير الحق ولايجامل كبيراً ولاصغيراً على حساب الحق. انهم استحقوا بجدارة وصف الرسول الكريم”أصحابي كالنجوم,بأيهم اقتديتم اهتديتم”. ان اهم ملامح الشخصية التي يجب ان يكون عليها المسلم هي تحمل المسؤلية,خلق الوازع الداخلي,الضمير الحي الذي يجعل محاسبة الانسان نابعة من ذاته,الصراحة وتلك التي تفرق بين رجل ورجل وتميز انساناً على انسان,ونجد أمثلة كثيرة من اقوال الرسول كقوله”لاينبغي لامرئ شهد مقاماً فيه حق الا تكلم به,فانه لن يقدم اجله ولن يحرمه رزقاً هو له”. أيضاً حسن الخلق,التواضع,الأمانة والألفة”المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً” ويقول رسولنا الكريم”المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده”.
اذاً التربية الاسلامية تشدد غرس مجموعة من العادات السليمة التي تركز على دعائم وأسس مستمدة من القيم الأخلاقية والروحية. والتكيف النفسي ماهو الا محصلة هذه العادات.
نمو الخلق وتكوين العواطف:هناك علاقة قوية بين التربية الخلقية والتربية الوجدانية ومعنى ذلك أن تربية الأطفال خلقياً ليست من الأمور التي يمكن فصلها عن النمو العاطفي.فالأخلاق تقوم في جوهرها على عدد من الاتجاهات العامة والعادات اليومية التي تيسر للانسان التفاعل في بيئته وحياته وفي تعامله مع الآخرين.
ان أساس التربية الخلقية يجب الا يستند على عواطف جزئية جانبية تختص بموقف معين أو موضوع معين,بل يجب ان تتعدى العاطفة هذا النطاق الضيق فتشمل كل الموضوعات والمواقف,ومعنى ذلك أن تنتقل العاطفة من الجزء الى الكل,فتستحب على حياة الفرد في كافة تصرفاته.
ان الشخص السيئ التكيف هو الذي يفتقر تكوينه النفسي الى مثل هذا النظام من المبادئ الخلقية والاتجاهات العاطفية,فلاتسير حياته وفق اطار منظم هادف,فيعجز عن العثور على الوسيلة التي تحقق له التكيف السليم.
أيضاً هو شخص تتجاذبه قوى مذادة متصارعة مع بعضها. أما الشخص الحسن التكيف فهو الذي يكون قد عرف سبيله وسار اسلوب حياته على نمط معروف سليم هو طريقة الى تكيف أفضل.

الدين والصحة النفسية -الدراسات الخاصة بالنفس: يمكننا القول بصفة مبدئية ان النفس في القرآن الكريم هي مجمل الرغبات والأهواء والمشتهيات والمحرمات. “ان النفس لأمارة بالسوء” “سولت لي نفسي”.
ان الغريزة عند فرويد تعبر عن قوة نفسية راسخة,تصدر عن صميم الكائن العضوي وتنبع أصلاً من حاجات البدن التي تتأتى عندما يجري في أعضاء الجسم وأجزائه. هذه الحاجات التي تصدر من التكوين البدني النفسي للانسان تؤدي به,اذ ماثارت الى حال من التوتر يدفعه الى تدبير المواقف التي تهيئ له مايلتمسه من الاشباع وتؤدي به الى التخلص أو التخفيف من ذلك التوتر.
أما النظرية الثانية فتقوم على التمييز بين نوعين من الغرائز:الغريزة الجنسية,وغريزة الاعتداء أو العدوان. وهناك مفهوم آخر للنفس في القرآن الكريم(النفس المتعالية اللوامة),”لاأقسم بيوم القيامة ولاأقسم بالنفس اللوامة”
ان الأنا الأعلى تقابل مااسميناه بالنفس اللوامة,التي تنشأ نتيجة امتصاص المعايير والمثل العليا التي يتلقنها الطفل أول الأمر من العالم الخارجي (كسلطة الأب) ثم يبلورها بنفسه لتصبح بمثابة سلطة داخلية,تحل محل السلطة الخارجية في تنظيم وضبط تلك الرغبات المحظورة ممثلة في الغرائز والمحرمات. يمكن تشبيه ذلك الجزء بالرقيب الداخلي الذي يقف حائلاً دون اندفاع تلك الرغبات والميول غير المهذبه الى الخارج.
كذلك فان الدراسات النفسية في مجال النفس اللواملة أوضحت بجلاء اذا مالاحظت هذه النفس شذوذاً قي تصرف الانسان,وانه قد أتى بما ينافي الأخلاق والآداب,فانها تنزل به العقاب وتصب عليه التقريع واللوم وكثيراً ماتوقفه عند حده قبل أن يرتكب هفوته فتحول بينه وبينها.
وهناك النفس الرزينة,الهادئة,العاقلة والحقيقة ان علم النفس استفاد كثيراً مما ورد في القرآن الكريم حول النفس المطمئنة في وصف وايضاح مااصطلح على تسميته بالذات الشعورية وهي عبارة عن الجانب النفسي الذي يواجه العالم الخارجي ويتأثر به ويكاد يكون صورة للواقع الذي تقره البيئة. ان هذه النفس تعمل في انتظام وتوافق بعيدة عن تلك الدوافع الثائة المضطربة التي تحاول ان تعبر عن نفسها من وقت لآخر ومن ثم اكتسبت هذه الذات صفة الهدوء والاطمئنان.
فالنفس أداة التكيف للبيئة ,أداة تقييم للواقع وتكييف السلوك.
ثانياً-الدراسات الخاصة بالقيم: هناك تركيز على الأخلاق والتعاليم الأخلاقية
في النفاق(ياأيها الذين آمنوا لم تقولون مالاتفعلون,كبر مقتاً عند الله أن تقولوا مالاتفعلون).
(ان المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيراً).
في البخل والانفاق: (لن تنالو البر حتى تنفقوا مماتحبون).
في الغرور والتواضع والرحمة: (ان الله لايحب من كان مختالاً فخوراً).
في العفو: (ليعفوا وليصفحوا,الا تحبون أن يغفر الله لكم).
تعتبر دراسة القيم من أهم الدراسات التي تهتم بها البحوث النفسية في الوقت الحاضر,وذلك لارتباطها بعدة نواح نظرية وتطبيقية في ميدان علم النفس وبخاصة علم النفس الاجتماعي والاكليلي.
ان القيم عبارة عن تنظيمات معقدة لأحكام عقلية انفعالية معممة نحو الأشخاص أو الأشياء أو المعاني,سواءً كان التفضيل الناشئ عن هذه التقديرات المتفاوتة صريحاً أو ضمنياً وان من الممكن ان نتصور هذه ة التقديرات على أساس انها امتداد يبدأ بالتقبل ويمر بالتكيف وينتهي بالرفض. والذي يجب أن نؤكده هنا أن القيم من أكثر سمات الشخصية تأثراً بالثقافة العامة التي يعيش فيها الانسان. فترى بعض الشعوب توصف بأنها ترفع من شأن الأمور الروحية والدينية,في حين نجد ان البعض الآخر يتجه الى تقييم النجاح المادي. ان التربية والتعليم لهما الأثر في تكوين اتجاهات الفرد وميوله وقيمه الدينية وكلما كانت وسائل التربية والتعليم مبتكرة ومتنوعة يصبح الفرد أكثر الفة بها.
ثالثاً-الثواب والعقاب: تحدث القرآن الكريم عن “الجنة والجحيم” وماتلك الا وسائل للترغيب والتشجيع من جهة أو للتخويف والتعذيب من جهة أخرى.
ماذا يقول القرآن في الجنة؟ (مثل الجنة التي وعد بها المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن,وانهار من لبن لم يتغير طعمة وأنهار من خمرة لذة للشاربين, وانهار من عسل مصفى). (فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة).
يعلق الدكتور مصطفى محمود على هذه الآيات بقوله: انه تخويف العزيز الرحيم من شئ سوف يحدث بالفعل وسيكون أسوأ من جميع ماقيل وكتب, مما لا عين رأت ولاأذن سمعت ولاخطر على قلب بشر,ان العذاب حق والثواب حق). لابد من توفر عامل أطلقوا عليه عامل الجزاء,فالاستجابات اذا لم تؤد الى نوع من الترضية أو الجزاء أو الاشباع فان الفرد لايحاول تكرارها.
رابعاً-دراسة الانفعالات والعواطف الانسانية:
الانفعالات-هناك عدة نظريات لهذه الظاهرة,نعرضها فيما يلي:
1-النظرية الفيزيولوجية في الانفعال(نظرية جميس-لانج):يرى هذان الباحثان ان الاضطرابات الفيزيولوجية داخل الجسم هي التي تخلق الانفعالات,ومضمون هذه النظرية ان الانفعال هو مجرد شعورنا بتغيرات جسدنا,عندما يصاب هذا الجسد ببعض المؤثرات.
2-النظرية العقلية:ترجع هذه النظرية الى العالم الألماني(هيريارت) اذ ان الانفعالات تعود الى التصورات العقلية وتلك التصورات تعمل عى حدوث الانفعال.
3-نظرية(بيير جانيه): يرى أن السلوك الانفعالي هو سلوك فاشل,وفيه تشويش للوظائف البيولوجية والنفسية معاً,عكس مايكون عليه السلوك العاطفي,اذ ان العاطفة تؤدي الى تنظيم العمل.
4-التفسير الوجودي للانفعال:يقول(سارتر) زعيم المدرسة الوجودية,ليس جسدي هو الذي ينفعل وليس عقلي هو الذي ينفعل انما الذي ينفعل هو الأنا. فالانفعال هو شعوري بالعائق الذي عن طريقه أتعرف على امكانياتي وقدراتي ذلك لأن الانفعال يخلق في صاحبه دهشة بدائية. فالبدايئ يرى كل مافي الكون سحراً.
الفرق بين الانفعال والعاطفة: هناك اختلاف كبير بين الانفعال والعاطفة, يعرف علماء النفس المعاصرون على أنه حالة تغير مفاجئ تشمل الفرد كله دون ان يختص بها جزء معين من جسمه,ثم ان هذه الحالة الانفعالية المفاجئة تزول بزوال المثير أو المنبه الذي أثارها,فالغضب كاانفعال يزول بمجرد ان ينتهي مثير هذا الانفعال,والفرح يزول بمجرد ان يختفي المثير الذي اثار فينا هذا الانفعال.ومن أعم خصائص الانفعال وجود حالة من الاثارة والتغيير وعدم الاستقرار. أما العاطفة عبارة عن تركيبة انفعالية تجمع بعض الانفعالات الموجودة أصلاً في نفس الفرد,ثم تدخل في تراكيب جديدة لم يكن موجوداً من قبل.ان هذه التراكيب أو المجاميع الجديدة تكسب الحياة الانفعالية المتقلبة دوراً من الانسجام وقد تجتمع من جديد في مجاميع أوسع,وبدورها حين تجتمع ثانيةً في نظام واحد شامل متناسق,تكّون مانسميه بالشخصية. فالعواطف تلعب دوراً هاماً في حياة الانسان وهي مصدر معظم دوافعنا وجهودنا. ان العواطف تعمل دائماً على تنظيم الانفعالات لدى الفرد,فلو ترك انساناً مادون تنظيم لانفعالاته,اصبحت حياته مهوشة,لانظام فيها ولاانسجام. اذ أن للعواطف أهمية كبرى في توجيه السلوك,ولما كان أمر تكوينها يخضع خضوعاً تاماً للبيئة التي تحيط بالطفل, وتشمل تلك البيئة المنزل والمدرسة والشارع والجامع والجران والمسرح والسينما وكل من يتعامل معهم الطفل, فمن المهم أن نعتني كل العناية باصلاح هذه البيئة واعدادها اعداداً طيباً يكون له أثره الصالح في الأفراد الذين يعيشون فيها ويتأثرون بها. ومن أهم العوامل البيئة تأثيراً المنزل والمدرسة.
خامساً-مشاعر الاثم والخطيئة والتفكير: ان الشعور بالاثم أو الذنب أو الخطيئة هو شعور شاذ بالخجل والمذلة والاشمئزاز من الذات,ينشأ عندما نحيد عما ترسمه وترضاه ضمائرنا. ان الشخص الذي يشعر بالاثم والخطيئة نجده يحاسب نفسه على كل هفوة أو لفتة,ذلك لأنه يكون شديد السخط على مايفعله أو يفكر به.
مفهوم المرض النفسي في نظر المذهب الديني:تعتبر الاضطرابات النفسية استجابات غير سوية لضمير مريض,بسبب ماتعرض له من اهمال أو نتيجة لقيام الفرد بسلوك يتضمن أنواعاً من التحدي السافر لقوة الضمير.
العلاقة بين الاثم والشعور بالخطئية: هل هناك علاقة ايجابية بين الاثم والشعور بعذاب الضمير؟هل هما شيئان مرتبطان؟
يرى أصحاب المذهب الديني ان الاثم قد يكون له تأثير ضار,مدمر للشخصية عندما يشعر به الانسان ولايستطيع أن يعبر عنه أو يصححه. اذا كان المقصود باللاشعور,مجموعة من العوامل الغريبة الغامضة,غير المرتبطة التي تؤثر في الشخصية وفيما نتعرض له من اضطرابات.
المذهب الديني واللاشعوري: ان اصحاب هذا المذهب يضعون في الاعتبار الأول عند فهم وتحليل الشخصية الانسانية,موضوع الأنا أو الذات الشعورية في نظرهم مفتاح العملية العلاجية.لقد كان للبحث الذي قام به”فدرون”أهمية كبيرة في توجيه الاهتمام الى ضرورة العناية بنمو الذات وتنميتها ومساعدتها على النصح لتصبح صمام أمن للفرد.
الفرويديون الجدد والمفهوم النظري للعصاب-رأيي هورني: تعتقد هورني أن الاضطرابات النفسية تنطوي على اتجاهات لاشعورية ترمي الى مواجهة الحياة بالرغم من المخاوف والعزلة والعجز,هذه الاتجاهات اللاشعورية هي ماأطلقت عليه اسم”النزعات العصابية” ويلجأ الناس غالباً الى هذه الأساليب المرضية للتخفيف من حدة القلق الذي يعانونه ذلك القلق الذي نشأ نتيجة لما تعرض له الفرد من اضطرابات في علاقاته مع مجتمع ملئ بالعدوان.

أولاً-الاثم والشعور بالخطيئة.
ثانياً-الاعتراف والتفكير.
ثالثاً-الذات الاجتماعية.
رابعاً-القيم الأخلاقية والروحية والدينية.
خامساً-صحة البدن.
ان هذه النظرية العلاجية تعتمد اعتماداً كبيراً على الدين,لأن الدين هو طريق الى العقل. ان الدين هو الطريق الى القلب,انه يحدث نوعاً من غسيل الدماغ,ان الدين هو الطريق الى بقاء ودوام القيم الانسانية التي تعتبر اطاراً مرجعياً لسلوك الفرد وتصرفاته وأسلوب حياته. ان الدين من العوالم المعينة للانسان للتغلب على التوترات والصراعات التي يتعرض لها.
انك تحتاج الى علاج نفسي: ان وسائل العلاج السائدة في الوقت الحاضر تحتاج نفسها الى علاج نفسي,لأنها أصبحت قليلة الأثر في النفوس المضطربة من جهة,كما أن أعداد المرضى أخذت تتضاعف وتتكاثر بشكل يدعو الى الدهشة. ان كل مايحتاجه المريض هو المزيد من العناية,ان مثل هذا الاتجاه سيؤدي الى جعل العلاج النفسي يدور في حلقة مفرغة تنحدر بالمريض الى أسفل درجات التعاسة والشقاء في حياته,فيلجأ الى طرق ملتوية من السلوك الشاذ الذي يزيده قلقاً واضطراباً,
ان العلاج النفسي الديني يقوم على أساس روحاني واخلاصي كالتوبة والتفكر والقيم الروحية. يعتمد على التوجيه والاستبصار ومعرفة الفرد لنفسه وربه أيضاً يعتمد على القيم والمبادئ الروحية بينما يعتمد العلاج النفسي الدنيوي على اشباع حاجات ودوافع لتشبيع رغباته.
خطوات العلاج النفسي الديني: انه يهدف الى تحرير الشخص المضطرب من مشاعر الخطئية التي تهدد أمنه وتجعله يعيش دوماً في دوامة الخطر ويعتبر هذا الشعور من أسوأ ماابتلت به النفس البشرية. ان نظرية الخطيئة في العصاب تعمل على تخفيف حدة مشاعر الخطيئة التي تنجم عن ارتكاب خطأ انتهك الشخص في مبادئ الخلق والدين عن طريق مساعدة العميل على الاعتراف بذنوبه وآثامه.
أهمية الاعتراف في العملية العلاجية: ان الانسان يشعر بالسأم والاضطراب في روحه وعقله وبالتعب في بدنه,حتى تتاح له فرصة التعبير والافصاح عن الأفكار التي تؤلمه وتؤرقه فهذه المشاعر تسبب حالة عدم الاتزان العقلي. من الضروري الكشف عن مكنون النفس اكثر من مجرد فهم الدوافع الداعية لهذه الأمثال. ان اهم مايعتمد عليه العلاج النفسي مساعدة الفرد على الاعتراف بخطاياه,ذلك ان هذا الاعتراف يعيد الى النفس المضطربة اتزانها وطمأنينتها. اكتشف فرويد منهج “التداعي الحر”والذي يتلخص في أن يطلب الى المريض التحدث بكل مايرد في ذهنه دون قيود أو شروط بعد الاستلقاء في غرفة خافتة الضوء بعيدة عن الضوضاء حتى تتاح له فرصة الاسترخاء بقدر الامكان.
ماهو اتجاه المعالج نحو اعترافات العميل؟ 1-يجب ان يتقبل المعالج اعترافات العميل عن آثامه وذنوبه. 2-يجب ان يكون موقف المعالج ازاء هذه الاعترافات موقفاً حيادياً. 3-يجب الا تكون أحكامه على العميل من النوع الذي يعتمد على الادانة والتقدير. 4-يجب الا نشعر العميل انه حضر ليعاقب على اعمال ارتكبها.
ويحسن ان يكون العلاج موجهاً نحو اتجاهات المصاب نحو نفسه. يجب ان نعمل من جانبنا على تشجيع العميل على أن يتقبل آثامه وأفعاله الخاطئة.ان هذه الخطوة ستؤدي به بطريق غير مباشر الى تقبل ذاته وبعد ان كان يشعر نحو بالكراهية والاحتقار.ان هذا التحويل في المشاعر سوف يساعد المعالج على نقله من حالة تسيطر عليها فكرة النبذ والاهمال والعذاب الى حالة اخرى تتميز بالحرية واحترام الذات والسلام.تعتبر هذه الحالة من العلاج, نقطة البداية للمرحلة التالية التي يستطيع فيها ان يتحدث عن سخافاته وأخطائه ومحاولاته الضعيفة للحيلولة دون وقوع النفس في الخطيئة وارتكاب الاثم.
ماهي خطوات العلاج؟ ان الاعتراف الذي تحدثنا عنه يعتبر الخطوة الأولى في العلاج وهنا تواجهنا نقطة هامة هل الاعتراف بمفرده يكفي للشفاء؟وكيف يمكن الحصول على الشفاء بمجرد ان يعترف لشخص كتوم وفي سرية. ان هذا الاعتراف في نظر هؤلاء لايكفي اطلاقاً. لذلك يجب ان يتبع أو يصاحب بعملية أخرى وهي الخطة الثانية للعلاج والتي تهدف الى التفكير عن الاثم أو الرجوع الى الفضيلة. “التوبة” انها اسلوب من أساليب التفكير,من أساليب تطهير النفس من الآثام والذنوب. بيان حقيقة التوبة-يقول الامام الغزالي: اعلم ان التوبة عبارة عن معنى ينتظم ويلتثم من ثلاثة أمور مرتبة:علم وحال وفعل. اما العلم فهو معرفة عظم ضرر الذنوب وكونها حجاباً بين العبد وبين كل محبوب,فاذا عرف ذلك معرفة محققة بيقين,تألم القلب بسبب فوات المحبوب ويسمى تألماً بسبب فعلة المفوت لمحبوبه ندماً. معنى هذا ان التوبة لها ثلاث أركان في نظر الامام الغزالي: العلم بأسبابها,اي العلم بالذنوب والخطايا التي ارتكبها الفرد وما أحدثته هذه الذنوب من اساءة لنفسه وسمعته جهة,ثم علاقته بغيره من الناس عامة. ان معرفة الذنوب واجبة لأن الذتب عبارة عن كل ماهو مخالف لأمر الله تعالى ان مشاعر الندم هذه تدفع الفرد الى نوع من النزوع نحو الخير,وهذا لايأتي الا بترك الذنب. بيان ان التوبة اذا استجمعت شرائطها فهي مقبولة: 1-لاتؤخر التوبة فان الموت يأتي بغتة. 2-الأ تكون التوبة باللسان,بل بالقلب والايمان. 3-دوام الطاعة ودوام ترك المعصية الى الموت. 4-أن تكون التوبة كفارة لذنوب الفرد. اما الخطة الثالثة في العلاج تتمثل في تكوين ذات اجتماعية جديدة: ان الذات الاجتماعية هي(الذات التي يعتقد الشخص ان الآخرين يرونه بها) ان مثل هذا المفهوم لايتفق وادراك الآخرين له,الا أنه رغم ذلك يؤثر تأثيراً قوياً على السلوك.اذا كان الفرد لديه الانطباع بأن الآخرين يعتقدون أنه غير مقبول اجتماعياً فانه يميل الى أن يرى نفسه بهذه الصورة السلبية. ان شعور الفرد بعدم الاطمئنان عن نفسه,واحساسه بعدم الاستحقاق تلون انطباعه للطريقة التي يشعر بها الآخرين نحوه.ان الاحساس بالأمن واحترام الذات مرتبط تماماً بالذات الاجتماعية. ان احترام الذات أساساً هي عملية اجتماعية,انها تكتسب عادةً من العلاقات المتبادلة للطفل بالأعضاء الآخرين في العائلة.فاذا عبر الآباء عن نظرة تقبل للطفل,فانه تكون لديه فرصة كبيرة لتنمية الشعور بالثقة بالنفس واحترام الذات. الخطوة الرابعة في العلاج: هناك خطوة علاجية هامة لتحقيق التكيف السليم لدى العميل وتتمثل في تكوين مجموعة من الاتجاهات والقيم لديه,وذلك بفضل قدرة المعالج في تعديل فكرة الشخص عن نفسه وجعلها مركزاً لخبرات ادراكية وانفعالية جديدة. وفيما يلي بعض القيم والاتجاهات: 1-القدرة على الصمود حيال الأزمات والشدائد وضروب الاحباط المختلفة. 2-القدرة على العمل والانتاج والكفاية فيهما وفق ماتسمح به قدراته. 3-تقبل الذات وتقبل الآخرين:يرتبط تقبل الآخرين أشد الارتباط بتقبل الذات,فالشخص الذي لديه ثقة بنفسه ويثق بالآخرين يعتبر أكثر اهتماماً ورغبة للانطلاق والأخذ بيد غيره. 4-اتخاذ أهداف واقعية: ان الشخص المتمتع بالضحة النفسية,هو الذي يضع أمام نفسه مثلاً وأهدافاً ومستويات للطموح,ويسعى للوصول اليها حتى لو كانت تبدو له في غالب الأحيان بعيدة المنال,فالتكيف المتكامل ليس معناه تحقيق الكمال,بل يعني بذل الجهد والعمل المستمر في سبيل تحقيق الأهداف. 5-القدرة على ضبط الذات,وتحمل المسؤلية: ان الشخص السوي هو الذي يستطيع التحكم برغباته والقدرة على اشباع بعض حاجاته,ويستطيع ان يتنازل عن لذات قريبة عاجلة في ثواب آجل أبعد أثراً وأكثر دواماً,فهو لديه قدرة على ضبط ذاته وادراك عواقب الأمور.
6-القدرة على تكوين علاقات مبينة على الثقة المتبادلة: ان اعتراف الشخص بحاجتة الى الآخرين يتضمن القدرة على تكوين علاقات شخصية وثيقة بهم,علاقات مبنية على الثقة المتبادلة.وهذه الصفة الهامة في الشخصية السوية التي يمكن ان نعبر عنها بالقدرة على الحب وهذه الصفة يتعلمها الطفل نتيجة لاقتران اشباع حاجته الأولية بحضور الوالدين. اذا كانت علاقة الطفل بوالديه علاقة اعتماد فحسب دون ان يتدرب على الاستقلال والمشاركة في المسؤليات الاجتماعية أي دون ان يحدد له دور ايجابي في هذه العلاقة المتبادلة,فانه ينشأ سلبياً في انفعالاته واتجاهاته العاطفية والاجتماعية,ينشأ اتكالياً معتمداً على الغير,لايستطيع ان يقوم بدور ايجابي في العلاقات الاجتماعية. 7-القدرة على التضحية وخدمة الآخرين:من أهم سمات الشخص المتمتع بالصحة النفسية قدرته على البذل وأن يعطي ويمنح,كما يستطيع ان يأخذ سواءً كان مع أولاده,اصدقائه أو الجنس الأخر. 8-الشعور بالسعادة:لاتعني المواصفات السابقة للشخصية المتمتعة بالصحة النفسية,ان الشخصية السوية هي التي تعيش في سعادة دائمة,أو انها شخصية خالية من الصراع,أو عديمة المشاكل واحياناً الشخص السوي يعجز للوصل الى هدفه وقد يدفعه جهله بالعالم المعقد الذي يعيش فيه الى اتخاذ اسلوب غير ملائم من السلوك,مما يباعد بينه وبين الهدف بدلاً من أن يقربه منه. الخطوة الخامسة في العلاج-أهمية الفحص الطبي: معنى هذا ان الصحة النفسية تتأثر بدرجة كبيرة بالصحة الجسمية,لأن الناحيتين تتكاملان في كل واحد هو الشخصية الانسانية بأبعادها ومكوناتها المختلفة.

التحليل النفسي ورسائله المختلفة:
أ-العلاج النفسي عند مدرسة التحليل النفسي الفرويدي: استطاع فرويد أن يضع نظريته مفصلة عن نمو الغريزة الجنسية وتطور مناطق اشباع الطاقة اللبيدية ذات الطبيعة الجنسية من الفم الى الشرج. 1-مرحلة الجنسية الطفلية-تجتاز الغريزة فيها هذه الأدوار: أ-دور اللذة الذاتية,وتستغرق الأعوام الثلاثة الأولى. ب-دور اللذة الغيرية,ويمتد من الرابعة الى السادسة. ففي العام الأول من حياة الرضيع يكون الفم الميدان الأول الذي يتجلى فيه نشاط الغريزة حيث يجد الطفل لذة في عض ثدي أمه أو مص أصابعه, وفي العام الثاني يكتشف الطفل أن الشرج يزوده بنوع من اللذة حيث يجد لذة في عملية التبرز نفسها. في العام الثالث يتركز الميل الجنسي حول أعضاء التناسل,اذ يجد الطفل لذة في العبث بأعضائة التناسلية. ابتداءً من العام الرابع تكون العلاقات الاجتماعية والعاطفية بين الطفل وأفراد أسرته قد أخذت تنمو وتتعقد.فالطفل الذكر يحب امه ويتعلق بها ويجد في أبيه منافساً له ويحدث عكس هذا لدى الطفلة ويطلق فرويد على هذا “الموقف الأدوبيي” وتحل “عقدة أوديب” عادةً في بداية السنة السادسة تقريباً,عندما تدخل الغريزة مرحلة الكمون التي تمتد الى مطلع المراهقة. في هذه المرحلة تكمن الميول الجنسية وتنسى فيها ذكريات المرحلة السابقة. نظراً لأن عقدة أوديب تعتبر في نظر فرويد نواة كل أنواع العصاب,كان لابد في أي علاج نفسي ان يتوصل الى ذكريات الطفولة ومااكتنفها من صراعات مكتوبة وأي علاج لايحقق ذلك يعتبر علاجاً ناقصاً. ان العلاج النفسي في نظر فرويد عملية تتضمن استعادة مااستبعد بطرق الكبت من اللاشعور الى الشعور. تساعد العلاقة التي يكونها المريض مع المعالج على تقوية الذات بدرجة تجعلها قادرة على أن تساير القلق الذي تحركه عودة المكبوت الى وعي الفردية.لكي نصل الى هذا المكبوت لابد أن نجعل كل العوامل الكامنة وعوامل الكبت في أقل درجة من درجات التأثير.
يستعمل في ذلك طرقاً متنوعة منها: التداعي الحر: تتطلب عملية التداعي الحر أن يستلقي المريض على مقعد مريح ليكون في حالة استرخاء,ثم يطلب المعالج من العميل-بعد ذلك-أن يفصح عن كل مايدور بخاطره من أفكار وذكريات مهما كان نوعها. على المريض أن يفعل ذلك دون أي محاولة لتوجيه تسلسل أفكاره وجهة معينة أو لتحكم المنطق فيها أو نقدها. هذه الطريقة غير الموجهة في التفكير هي من اهم الطرق التي يمكن ان توقظ الصراعات اللاشعورية والذكريات المرتبطة بأصولها. تفسير الأحلام:يستعمل تفسير الأحلام أيضاً كوسيلة للوصول الى أعماق اللاشعور.يعتبر فرويد أول من وضع أصول طريقة تفسير الأحلام على اساس علمي.من أهم أصول طريقته التمييز بين المضمون الصريح للحلم والمضمون الكامن له,والمضمون الصريح له علاقة وثيقة بذكريات يوم الحلم وبالخبرات السابقة. ان فرويد يعتبر الأحلام الطريق الرئيسي المؤدي الى اللاشعور,حيث يحتوي اللاشعورعلى العقد والنزعات والرغبات المكبوتة,ان اغلب هذه الرغبات المكبوتة رغبات جنسية.
ب-العلاج النفسي عند كارن هورني: هي واحدة من هؤلاء الذين نطلق عليهم اسم مجموعة للمعالجين غير اللبيدين. انها ترى ضرورة البحث في مشكلات المريض المتصلة بشتى نواحي شخصيته,لابالناحية الجنسية فحسب,وهدفها من ذلك مساعدة الفرد على معرفة نفسه وعلى التخلص من اسباب الاضطراب والخوف والكراهية وغيرها من العوامل التي تنقص من كفاية الفرد وتسئ الى علاقته بغيره من الناس. طالما أن العصاب هو اضطراب العلاقات الانسانية,فان الهدف من العلاج يتمثل في تكوين علاقات اجتماعية سليمة.وتشير هورني في كتابها “العصاب والنمو البشري” بقولها ان هدف التحليل هو مساعدة المريض على ايجاد نفسه, والعمل على تحقيق ذاته وليس ثمة شك في أن قدرة الفرد على تكوين علاقات انسانية طيبة مع الآخرين,تعد جزءاً أساسياً من تحقيق ذاته,كما ان تحقيق الذات يتضمن أيضاً قدرة الفرد على العمل الايجابي وتحمل المسؤلية ان الهدف من العلاج هو القيام بعمل تعديلات وتغيرات في نفس المريض, ومساعدته على استرداد ذاته,ليصبح عارفاً بمشاعره لرغباته وأهوائه ويصبح لديه شعور بانتماء نحو جماعته,وبذلك يحقق صراعه ويشفي عصابه. وأخيراً يمكن أن نحصر أهداف التحليل النفسي عند هورني في النقاط الآتية: 1-أن يحس الفرد بالمسؤلية الملقاة على عاتقه. 2-أن يكون ايجابياً فعالاً,وأن يصير قوياً يستطيع القيام بمسؤلياته. 3-أن يقدر على اتخاذ قرار في المواقف التي تواجهه ويتحمل نتائج أعماله. 4-أن يشعر بالاستقلال الذاتي والحرية الشخصية. ومن هنا كانت الخطوة الأولى لدى هورني في العلاج هي الوقوف على النزعات العصابية لدى الفرد والكشف بالتفصيل عن النتائج التي تترتب عليها والآثار التي تتركها في شخصية المريض بصفة خاصة وفي حياته بصفة عامة. والنتيجة الطبيعية للكشف عن هذه النزاعات ومعرفة أسبابها ومناقشتها مع المريض,هي التقليل من حدة قلقه,وتحسين علاقته مع نفسه وغيره وهكذا يستطيع المريض أن يتخلص من نزعاته العصابية متى يعتبر القلق المصدر الأساسي لها. الوسائل الفنية في العلاج: ترى هورني ان المحلل يجب أن يضع الهدف من العلاج لأن تحديد الهدف يساعد على تحديد نوع العمل الذي يجب القيام به. والتحليل السليم في رأي هورني يجب أن يسير في الخطوات التالية: الخطوة الأولى:هي الفحص الدقيق الشامل المتصل بجميع النزعات العصابية التي يتبناها المريض كحل لصراعاته,ثم معرفة أثرها في شخصيته,لأن معرفة المريض لهذه النزعات لها قيمة هامة في العلاج,اذ يصبح الشخص بواسطتها أكثر اطمئناناً واستبصاراً بعد أن كان خاضعاً لسيطرة قوي دافعة لايدرك عنها شيئاً,وفي بعض الأحيان قد يكفي مجرد الكشف عن النزعة العصابية لشفاء المريض ولكن في أغلب الحالات لايكفي ذلك للوصول الى تغيير شامل. الخطوة الثانية: تهدف الى حل الصراع نفسه,لابد أن يعرف بالتفصيل دوافعه المتعارضة,واتجاهاته المتضاربة,وكيف يتداخل بعضها في بعض بشكل مرضي.فالمريض بالشك مثلاً يجب أن يعرف بمصادره المختلفة وكيف يتداخل مع حاجته الى الحب والعطف وكيف يؤثر في سلوكه. وأضافت أنه لابد أن تقوم الوسائل التي يجب استخدامها في العلاج على أساس علمي ثابت وأن نتجه الى تحديد البناء العصابي للمريض,الظروف البيئة التي أدت الى نشوئه. وفي أثناء عملية التحليل يقوم المحلل بالشرح والتفسير لجميع العوامل التي يعتبرها ذات أهمية في الانحرافات النفسية. يجدر أن نشير الى أن عملية التفسير والشرح خالفت فيها “هورني” رأي “فرويد” يرى أن التحليل النفسي عمل علمي,ويجب أن يتحاشى التدخل في اطلاق الأحكام الأخلاقية. أما هورني فتعتقد أن هذا يعارض هدف التحليل النفسي,اذ أن التحليل عبارة عن اعادة تربية وتعلم,ثم ان المشاكل الأخلاقية جزء من المرض النفسي فيجب أن يتناولها التحليل. هكذا يتضح لنا الفرق بين رأي فرويد وهورني في هذه النقطة,فبينما يرى فرويد ان المحلل يكون عبارة عن مرآة تعكس مشاعر المريض وانفعالاته,وان التحليل النفسي يجب أن يكون موضوعياً وأن يتجنب التعرض لأية قيمة أخلاقية,وترى هورني أن هذا التجنب للنواحي الأخلاقية عملية مستحيلة تماماً,فالتسامح والتساهل الذي قال به فرويد هو مثل أعلى لايمكن تحقيقه في عالم الواقع. وترى هورني أن المريض حين يشعر أن المحلل لايتدخل فيه قيمة ولا يكون ايجابياً تجاهه,فان ذلك يزيد مشاعر الخوف والقلق لديه.فالعلاقة بين المحلل والمريض يجب أن تكون ايجابية وانشائية,وان تقوم على اعجاب المعالج بالقوى البناءة لدى المريض وصفاته الحسنة ليسعى الى اثارتها للعمل ويحسه على نبذ الجوانب الهدامة في نفسه,ومن واجب المحلل أن يشير الى الجوانب الهدامة والبناءة في اتجاه المريض,فيبين له مثلاً:الحب الحقيقي والزائف,ويبين له قدراته وكفاءاته,ويوضح له في نفس الوقت سوء استغلالها. ان اهم الصفات التي يجب أن يتمتع بها المعالج هي مشاعر الانسانية بأوسع معانيها,والتسامح,والحرية والاخلاص في عمله,وتوافر الدوافع الحقيقية لديه نحو مساعدة الأشخاص,والتعرف على مشاكلهم لتحريرهم منها,كما يجب أن يكون المحلل حساساً بكل مايتعلق بمرضه,يقظاً,يمتاز بعقل علمي فطن, وان يكون صافياً يعيش ذاته ويحقق تلقائيته,لأن مشاكل المعالج غير المحلولة تظهر جميعها أثناء علاقته بمرضاه ولأن نمط شخصية المحلل يتدخل الى حد بعيد في أثناء عملية التحليل.
جمع وترتيب
هاجر ترك

Leave a Comment